الوحدةُ اليمنية مطلَبٌ إسلامي..بقلم/ يحيى صلاح الدين

 

دعا دينُنا الإسلامي الحنيف إلى الجمع والتوحد، وركّز على أهميّة الكلمة والموقف الواحد، وحذر أيما تحذير من الفرقة والتشرذم وأن نهاية ذلك هو الفشل وَالضعف والتلاشي، ووردت في هذا الجانب آيات وأحاديث كثيرة قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جميعاً وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران من الآية:103]: “إن الله تعالى يأمر بالألفة وينهى عن الفُرقَةَ؛ لأَنَّ الفُرقَةَ هَلَكَةٌ، والجماعة نجاة (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) قال تعالى: {إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّـة وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} أي أن العزة والقوة والرخاء مع الوحدة والفشل والفقر والضعف هي نتيجة التنازع والتفرقة.

وعن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذَا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.

أذكر حديثاً لرسول الله -عليه وعلى آله الصلاة والتسليم- يمكننا أن نسمِّيَه حديثاً وحدوياً عن اليمن عندما قال: (والله ليتمن هذا الأمر حتى يسيرَ الراكبُ من صنعاء إلى حضرموت، لا يخافُ إلا اللهَ أَو الذئبَ على غنمه، ولكنكم تستعجلون).

انظروا كيف حدّد الرسول في هذا الحديث ووصف تنبؤه بلوغ الأمن والطريق بين مدينتين يمنيتين ولا خوف على المسافر من أحد إلَّا من الذئاب حتى قطاع الطرق ليس لهم ذكر وهذه معالم لدولة واحدة موحدة مكتوب لها الأمن والأمان بإذن الله تعالى.

لذلك نقول لأية دولة تسعى إلى تقسم اليمن فَـإنَّ لنا الحق في تقسيمها إلى عشرين قطعة.

اليمن عبر مئات السنين حدوده من البحر الأحمر وحتى سواحل الدوحة ومن بحر عدن حتى الركن اليماني، لماذا يريد له بعران الخليج التمزق والتشرذم؛ لأَنَّهم يعلمون أن اليمن بوحدته يعتبر مارداً سيقضي على عروشهم وَمشاريعهم الضيقة المتحالفة مع أعداء الأُمَّــة.

موقع اليمن الجغرافي الهام يؤهله لقيادة الوطن العربي؛ ما جعله عرضة لمؤامرات عديدة ومنذ قرون.

الشعب اليمني واحد وموحد في كُـلّ شيء اجتماعياً وجغرافياً وثقافيًّا ومستحيل تمزيقه، مصيبة اليمن فقط هي في شرذمة عملاء يحاولون تمرير مخطّطات الأعداء بحفنةٍ من المال المدنس.

اليمن اليوم وبعد ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المباركة وتحت قيادة قائد الثورة الحكيم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي قادر على أن يحمي وحدة الشعب بفضل الله تعالى، بل إنه يسعى وبكل فخر لتوحيد الجزيرة العربية والأمة الإسلامية، أمّة واحدة موحدة، معتصمة بحبل الله جميعاً وتحت قيادة ربانية حكيمة، وهذا وعد الله لعباده المؤمنين قال تعالى: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ.

لذلك على الشعب اليمني التمسك بالوحدة اليمنية لنكون أكثر قوة وَصلابة وَأكثر مواجهةً وَنضالاً ضد أعداء الأُمَّــة، والتي يجب أن تكون ضمن قيادة وطنية حكيمة ومنهج قراني يحقّق الهدف المنشود، تحقيق الوحدة العربية والإسلامية وبسط العدل على كُـلّ المعمورة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com