أسبابُ ترديدي للصرخة..بقلم/ صالح مقبل فارع

 

من مدرسة الإمام الهادي (ع) بمنطقة مَرّان مديرية حيدان، محافظة صعدة، الجمهورية اليمنية، وفي يناير من عام 2002م، وبعد احتلال أفغانستان، وحصار العراق، وتفجير بُرجَي نيويورك، وبداية الحرب الأمريكية على المسلمين بتهمة ملاحقة الإرهاب، والموقف المخزي لملوك وحكام ورؤساء العرب ضد الحرب الأمريكية على بلاد الإسلام، بعد هذا كله رفع الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي يده ونطق بكلمات الصرخة، وهي: (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام)، صرخ حسين بدر الدين -رضوان الله عليه- بهذه الكلمات كاحتجاج وموقف ضد مواقف أمريكا وهجمتها القذرة في السعي للسيطرة على بلاد المسلمين باسم محاربة الإرهاب في تلك المرحلة.

ثم حث الناس أن يصرخوا معه، وأن يجعلوها شعارًا لهم، وأن يردّدوا هذه الصرخة في كُـلّ جمعة واجتماع، فصرخ الحاضرون في ذلك الاجتماع، وهم بالعشرات، ثم توسعت الصرخة شيئاً فشيئاً حتى وصلت إلى معظم أرجاء اليمن، بل وتجاوزت اليمن، فقد رأينا لقطات من اليوتيوب لأناس يصرخون في سوريا وفلسطين والعراق وإيران وغيرها من الدول، واليوم يردّد هذه الصرخة الملايين من الناس.

 

◾ الأسباب:

ولكن بعد مرور أكثر من 20 عاماً، -من بداية الصرخة- لا زلنا نصرخ، فيا ترى لماذا صرختُ، وما هي الأسباب لتردي الصرخة؟

الجواب: صرختُ ورفعت الشعار للأسباب التالية:

* لأن الصرخة تعتبر سلاح فعَّال ومُجدٍ في كسر الغطرسة الأمريكية والهيمنة الإسرائيلية على المنطقة.

* لأنها سلاح معنوي مؤثر وناجح يهزم العدوّ نفسيًّا ويرفع معنوياتنا.

* لأنها ثبَّتت بوصلة العداء نحو أعداء الأُمَّــة الحقيقيين، وهم أمريكا وإسرائيل.

* لأنها تُحصِّن الأُمَّــة من الاختراق والوقوف بحزم ضد السعي نحو تطويع الأُمَّــة لأمريكا، والتطبيع مع إسرائيل.

* لأنها براءة من أعداء الله المستكبرين، وهذا واجب ديني وإيماني.

* لأنها كُفرٌ بالطاغوت المتمثل بأمريكا وإسرائيل، قال تعالى: (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى).

* لأنها تغرس في قلوبنا معاني: العزة والحرية والإباء والاستقلال وقوة الإرادَة، ويرسخ جذورها في أعماق أعماق قلوبنا.

* لأنها نابعة من القرآن الكريم، فمضامينها ومدلولاتها متوافقة مع الشرع بل أمر بها، وأصبح الإفصاح عنها في هذه المرحلة من أول الضروريات التي أمرنا الله بحمايتها.

* لأنها تمثل موقفًا أمام ما تفعله أمريكا والكيان الصهيوني بالعرب والمسلمين في المنطقة، من احتلال للأوطان وقتل للناس وهدم للبيوت وتشريد للأُسَر ونهبٍ للثروات وغيرها، فجاءت الصرخة كردة فعل طبيعي وموقف جاد في أدنى مستوياته؛ فالصرخة أخرجتني من حالة اللاموقف إلى حالة الموقف.

* لأنها تعتبر وسيلة فعالة من وسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، استجابة لقول الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم: ” من رأى منكم منكرًا.. فإن لم يستطع فبلسانه”.

* لأنها أخرجتني من حالة الصمت إلى حالة التعبير عن موقفي، وأذهبت الرعب الذي كان مسيطر علَيَّ من أمريكا.

* لأنها وسيلة سلمية وشرعية وقانونية لكنها موجعة.

* لأنها تقلل من شحنات الغضب المتراكمة لدي على العدوّ في شكل هتافات؛ فأشعر أني قد أديت جزءًا مما أستطيع في رفض مشاريع الطغاة وهيمنتهم على الشعوب.

* لأنها تبين للعدو اتساع رقعة السخط الجماهيري في أوساط الشعوب العربية والإسلامية، وزيادة توسعها يوماً بعد آخر.

* لأنها تعبير عن حالة الرفض لما تفعله أمريكا وإسرائيل بنا من احتلال للأراضي المقدسة بفلسطين وشن حروب بربرية على شعوب المنطقة العربية كاليمن والعراق وسوريا ولبنان وغيرها، فهي تعبّر عن حالة السخط الكامن في قلبي تجاه العدوّ الصهيوني المحتلّ الغاصب.

* كما أنها تذكرنا بالأراضي الفلسطينية المحتلّة لئلا ننساها مع مرور الزمان، وتذكرنا بأن إسرائيل وأمريكا هم أعداؤنا وسيبقون أعداءنا ما داموا محتلّين أرضنا، فلا نغفل يوماً من الأيّام ونعتبرهم أصدقاءنا، بل نجعلهم أعداءنا فقط.

* لأنها كلمات عامة وجامعة تُعبّر عن الأُمَّــة؛ فهي ليست مذهبية، ولا خَاصَّة بمذهب معين، ولا مؤطرة تأطيرًا حزبيًّا، ولا سلالية، ولا مناطقية، ولا زمنية، بل هي كلمات قرآنية عامة صالحة لجميع الأُمَّــة، وفي كُـلّ زمان ومكان.

* ليس فيها ما يسيء للمسلمين بكافة مشاربهم أَو تحمل الضغينة عليهم، فهي ليست موجهة ضدهم، بل ضد عدو المسلمين جميعاً، بعكس الشعارات الأُخرى: “لا حوثي بعد اليوم” مثلاً، وما شابهها.

* لأن ترديدها يجعلني في حالة يقظة مُستمرّة؛ لما يحيكه الأعداء على الأُمَّــة.

* لأنها تقوم بتعرية الأعداء وفضح مخطّطاتهم في السعي نحو السيطرة على بلاد المسلمين.

* لأنها فضحت الحكومات العميلة والزعماء العملاء الذي جنّدوا أنفسهم لخدمة أمريكا ومحاربة أعدائها.

* لأنها فضحت التكفيريين، الذين يدّعون الإسلام والإيمان، ولكنهم بحق انزعجوا من الصرخة بالرغم أنها ليست ضدهم، ولكنهم انزعجوا لتعرف أنهم ممن يدورون في فَلك أمريكا، وأن تَدَيُّنَهم ليس على شيء، وانطبق عليهم قول الله سبحانه وتعالى: (فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم، يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة)..

* لأنها كشفت وتكشف المنافقين والعملاء الذين ارتموا في أحضان العدوّ الأمريكي، وذلك بمعارضتهم إياها وحربهم لها، وكشفت زيف ادِّعاءاتهم الوطنية وشعاراتهم البراقة والزائفة التي حملوها باسم الدين والوطنية ولكنهم في الحقيقة حاربوا الدين وقفوا مع أعدائه، ودمّـروا الوطن باستجلاب أعدائه إليه.

* لأن هذه الصرخة تغيظ أمريكا وإسرائيل، وأي عمل تعمله فيه إغاظة لأمريكا يعتبر جهادًا في سبيل الله، وطريق مرضية.

* لأنها تمثل ثقافة ورؤية قرآنية بحتة، فهي تعبئة ثقافية مضادة للغزو الثقافي الأمريكي التي استطاع أن يغزونا ثقافيًّا ويهزم نفسياتنا، فجاءت هذه الصرخة كعلاج ناجع لهذا الغزو لتوقفه عند حده.

* لأجل نربي أولادنا على عداوة أمريكا وإسرائيل ونظامهما من صغرهم وتنشئتهم على ذلك، بشحن معنوياتهم البغض الشديد للعدو، ولن يتم ذلك إلا بترديد هذه الصرخة، وليكبروا وهم معادون لها وساخطون عليها، ومستحقرين لها؛ وتولد في نفوسهم العزة والشموخ والإباء والحرية والكرامة، لئلا يهابوها مستقبلا فإذا واجهتهم أمريكا يكونون جاهزين لها ومستعدين لحربها فنفسياتهم ستكون حينها مرتفعة غير ضعيفة أَو مهزوزة، نفسيات القوي المنتصر وليس نفسيات الضعيف المهزوم.

* لأنها كشفت زيف ادِّعاءات النظام العالمي الجديد الذي يتغنى بالديمقراطية وحرية الرأي والتعبير عنه بالطرق السلمية، فلما قمنا بذلك عارضونا وحاربونا ومنعوها؛ لتعرفوا أن كُـلّ ما ادعوه كان زيفًا وخداعًا وكذبًا وتضليلاً، فلا هم حول الديمقراطية ولا هم يحزنون.

* لكل حزب وحركة شعار تعبّر به أَو يختزل أهدافها، ولا أحد يعترض عليهم ولا يقول لهم لا شرق ولا ليل، وحتى الأنبياء والأئمة كان لكل واحد منهم شعارًا يرفعه وترفعه أتباعه وجماهيره معه.

* وأخيرا صرخت استجابة للعَلَم الشهيد القائد/ حسين بدرالدين الحوثي، رحمة الله عليه؛ كونه أحد عظماء هذا العصر، وعلمائه، وهداته، وأحد أعلام الهدى الذين أمرنا الله باتّباعهم والسير خلفهم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com