أسئلةٌ على تخومِ معركة “ثأر الأحرار”

 

المسيرة – د. محمد البحيصي*

فلسطينُ محلُّ اهتمام كبيرٍ في مجتمعاتنا، والمكانةُ التي تحظى بها فلسطينُ بين شعوب الأُمَّــة لعلَّ الكثيرَ من الفلسطينيين أنفسهم لا يدركونها، ولا يقدّرونها، وبالتالي لا يعرفون كيف يوظِّفونها لصالح عدالة هذه القضية ولصالح مقاومة المحتلّ على وجه الخصوص.

ولربما كان لسلوك البعض الفلسطيني دورٌ سلبي في وصول صورة القضية للمتلقي، ودفعه لمراجعة حدود تعاطفه مع القضية، وهذا أكثر ما يكون عند أُولئك السطحيين الذين يعرفون الحق بالرجال وليس العكس، وأمّا أُولئك الذين عرفوا الحق وبه يقيسون الأمور والرجال، فَــإنَّ عدالة قضية المستضعفين في فلسطين لا تهتز لديهم، وقناعاتهم المؤسّسة على التبصّر بحقائق وبواطن الأمور تجعلهم دوماً في صف الحق، ولا يضرّهم من خالفهم ولا من خذلهم.

ومن هذا الصنف الثاني من الناس من يتابع أولاً بأول مجريات الأحداث في فلسطين، ويرقبون تطورات الأوضاع، ولا سيّما تلك المتعلقة بمقاومة الشعب الفلسطيني، وتصاعدها على مستوى الكَم والكيف في الضفة وغزّة وحتى مناطق الـ 48، ويتطلّعون إلى اليوم الذي يشاركون فيه مباشرة في ميادين النزال في مواجهة العدوّ المجرم، وهم يعيشون حالة القلق الآتية من الشعور بالمسؤولية تجاه هذه القضية التي يرونها قضية أُمَّـة، وقضية دين، لا تبرأ ذمّتهم إلّا بأداء ما عليهم تجاهها رغم بعد المسافات، وكثرة العوائق، وعلى هذا فهم في حقيقة الأمر شُركاءُ مع إخوانهم في فلسطين، شركاءُ في الهَمِّ، وشُركاءُ في الرؤية والهدف، ومن حقّ هؤلاء الشركاء أن يكونوا على بيّنة ممّا يجري في الساحة وبما يعتمل فيها من تفاعلات وتباينات واجتهادات تدعو في كثير من الأحيان للالتباس، وفتح أقواس الأسئلة المشروعة؛ حرصاً منهم على سلامة المسيرة ووجوب ديمومتها وتوسّعها؛ لتستوعب مساحات ومواطن جديدة ترفعها وتمدّها بعناصر التجربة والقوة الإضافية في طريقها طريق ذات الشوكة.

وبمناسبة المعركة الأخيرة في غزّة التي أسمتها المقاومة معركة “ثأر الأحرار” والتي استمرت لخمسة أَيَّـام وأبلت فيها حركة الجهاد الإسلامي بلاءً حسناً، وأدارتها بكل عنفوان واقتدار وشجاعة ووعي، برزت أسئلة مشروعة، طرحها المخلصون من أبناء محور وجبهة المقاومة، لا على سبيل التشكيك والاتّهام، ولكن لتطمئن قلوبهم أكثر على مقاومتهم التي يحفظونها بأشفار عيونهم، ويسكنونها ضمائرهم، ومن هذه الأسئلة:

– ما سرّ هذا الاستهداف المتكرّر لحركة الجهاد الإسلامي؟ ولماذا هذا التميّز لحركة الجهاد عن سائر حركات المقاومة في فلسطين؟

– ولماذا يصل العدوّ إلى قيادات العمل الجهادي العسكري بهذه السيولة، رغم أجواء الحذر والحيطة والاستنفار الأمني الذي يدركه ويعيشه هؤلاء القادة؟

– ولماذا تستجيب بعض قوى المقاومة الوازنة لمقولة العدوّ بالفصل والتجزئة بين مكوّنات المقاومة، وتحييد هذا المكوّن أَو ذاك، رغم الإعلان عن وجود غرفة عمليات ميدانية مشتركة؟

وغيرها من الأسئلة التي فرضتها المعركة الأخيرة، وتردّدت في صدور وكلمات الكثيرين ممّن يعدّون أنفسهم شُركاءَ حقيقيين في المواجهة مع العدوّ، وهم كذلك في الواقع.

أقول: ليست هذه هي المرّة الأولى التي تُستهدف فيها حركة الجهاد دون غيرها، ولربما لن تكون الأخيرة، وهذا بالطبع يعود إلى تقييم جدّي لدوائر أجهزة العدوّ العسكرية والأمنية، يضع الحركة على رأس أولويات عملياتها التكتيكية، بعيدًا عن خوض حرب أوسع قد لا تكون قادرة على التحكّم في مساراتها ومآلاتها، والعدوُّ نفسُه لا يخفي سياستَه هذه؛ بدليل أنّه هو من صرّح باستهدافه الحركةَ في نفس الوقت الذي صرّح فيه بتجنُّبِ حركة حماس، رغم أنّ حركةَ حماس هي المتحكِّمةُ بقرار المقاومة في غزّة، من خلالِ سُلطتها المطلَقة، وقيادتها لغرفة العمليات المشتركة هناك.

وهذا السلوك من قبل العدوّ له ما يبرّره (على مستوى الكيان)؛ إذ إن ثمةَ فرقًا بين أن تملك القوّة والقدرة وبين أن تستخدم هذه القوة والقدرة، وَإذَا ما استخدمتها فكيف وأين، ومثال على ذلك الجيوش العربية فهي جيوش تأكل ميزانية، وترساناتها مكنوزة بمختلف أنواع الأسلحة، ولكنها وحين لا تُستخدم في مواجهة العدوّ فَــإنَّ العدوّ لا يعبأ بها، ولا يهمّه حجمها طالما أنّها ليست مجهّزة له.

كما أنّ هناك فرقاً بين من يرى المقاومة المسلَّحة سبيلاً أوحدَ لمواجهة العدوّ، وذاك الذي يرى المقاومة إحدى خياراتها، وبالتالي فهو يخضعها لمعادلات محلّية وإقليمية ودولية، ويربطها بتلك التي تجمعه بها مصالحُ حزبية أَو فئوية هي أقرب إلى خيارات الأنظمة أَو السلطة المكبّلة بعلاقاتها مع الكيان.

وعلى الرغم من أنّ البيئة والمحيط العام الذي أنتج حركتَيْ الجهاد وحماس واحد؛ ممّا يعني الاتّفاقَ في الجذر المعتقدي وانتفاء أيّة فوارقَ على هذا الصَّعيد، إلّا أنَّ التباين السياسي كان حاضراً بين الحركتَينِ منذ البدايات، إذ إنّ حركة الجهاد ليست نسخةً جديدةً عن جماعة الإخوان المسلمين كما هي حركة حماس، ونواتها الأولى كانت تضُمُّ شباباً من ذوي التجارب المتواضعة في أحزاب وحركات مختلفة، وهذا ما يفّسر البُعد الوطني الذي تميّزت به عن حركة حماس الإخوانية النشأة والارتباط التنظيمي؛ الأمر الذي حال بينها وبين كُـلّ محاولات الوحدة والاندماج مع حركة الجهاد، وتردّدها في قيادة تحالف فلسطيني جدّي وحرصها على التفرّد، وبناء علاقاتها الثنائية والجماعية.

على قاعدة الكثرة والقلّة؛ أي (النصاب العددي) والمحاصصة أكثر منه كنوع من الفعل السياسي الجماعي المشترك، وظلّ هذا الأمر -وإلى الآن- حاكماً على إدارة حماس لتحالفاتها، ونراه في علاقاتها مع القوى الأُخرى بما في ذلك السلطة وحركة فتح، ومنظمة التحرير الفلسطينية، كما ظلّت تنظر إلى حركة الجهاد بوصفها حركةً صغيرةً يجب أن تكونَ ملحقةً بها.

إنّ ما يميّز حركة الجهاد هو بساطةُ فكرتها المؤسِّسة التي انطلقت من قراءة المشهد الفلسطيني وطنياً وإسلامياً، حَيثُ رأت أنّ فلسطين الأرض التي قدّسها الله سبحانه يجب أن يتعاطى منها على قاعدة هذه القداسة، وأنّ الإسلامَ وحدَه هو القادرُ ليس فحسب على تفعيل الشعب الفلسطيني وإنّما على حشد الأُمَّــة بكل طاقاتها خلفَ مشروع التحرير، وهذا ما أهملته الحركة الوطنية الفلسطينية المقاومة حين تبنّت أيديولوجياتٍ غريبةً عن روح الشعب والأمة، واعتمدت عند البعض الفكرة الوطنية مُجَـرّدة من عمقها ومرجعيتها الإسلامية، هذا من جهة، ومن جهة أُخرى رأت أنّ هناك في الساحة الفلسطينية إسلاميّين لكنّهم لا يعطون للقضية ولا للشأن الوطني اعتباراً، وليس في واردهم تحمُّلُ مسؤولية مواجهة الاحتلال؛ بذريعة عدم توفّر شروط هذه المواجهة، وأنّ أولوية المرحلة هي التربية ثم التربية؛ وبهذا أخلوا الساحةَ لأصحاب الشعارات الوطنية والقومية واليسارية، فكانت خلاصة المشهد كالتالي:

(وطنيّون بلا إسلام وإسلاميّون بلا وطنية)، حَيثُ مفهوم الوطنية هو مقاومة العدوّ، والإسلام هو المرجعية الإسلامية، وهنا وجدت الحركة الجواب على ذلك من داخل الإسلام وفهمه كدِينٍ وهُــوِيَّة جامعة، ورؤيته لفلسطين كقضية مركزية للمشروع الإسلامي المعاصر، وللجهاد كوسيلة استراتيجية لتحرير فلسطين.

وهذه هي الأيديولوجيا التي اعتمدتها الحركة، وباتت سمتَها ومبرّرَ وجودها، وناظمَ حركتها؛ وهو ما منحها فرادةً في الطرح السياسي من جهة، واستقلالية تنظيمية من جهة أُخرى.

وعليه فقد ولدت حركةُ الجهاد من خارج الأطر الحزبية التقليدية المخترقة والمستهلكة والتابعة.

وكان انتصارُ الثورة الإسلامية في إيران في العام 1979 قد مثّل أحدَ اليقينيّات لدى المنظِّرِ الأول للحركة الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي (رحمه الله)؛ باعتبار الإسلام والنهج الثوري (الخميني) هو الحل البديل عن كُـلّ الطروحات التي أغرقت ساحات المنطقة بالفشل والإحباط وفوضى الأولويات.

لأجل كُـلّ ذلك كانت الحركة هدفاً مباشراً وأولويةً تأتي على رأس قائمة استهدافات العدوّ منذ اللحظة الأولى لنشأتها وهي في المرحلة الجنينية، ولعلَّ بهذه الروح الإيمانية الواعية استطاعت الحركة تجاوز كُـلّ محطّات الاستهداف من (الأصدقاء) والأعداء على حَــدٍّ سواء.

وجاء تصعيدُ الاستهداف راهناً متوازياً بتصاعد فعل وحضور الحركة، ولا سيّما في الضفة التي راهن العدوّ على تحييدها من خلال احتلاله المباشر وقبضته العسكرية والأمنية الثقيلة، إضافة إلى القيود والملاحقة التي تمارسها السلطة الفلسطينية عبر التنسيق الأمني..

وإلى جانب ذلك خلق أجواء من الازدهار الاقتصادي تميّزت بها الضفة عن غزة التي تعاني الحصار..

ورغم كُـلّ الإجراءات التي قام بها العدوّ تجاه تحييد الضفة، إلّا أنّه فشل، وقامت الضفة لتستعيد دورها الكبير في تاريخ الصراع مع الاحتلال؛ ولتوجّـه صفعة قوية إلى الاحتلال الذي يدرك معنى وخطورة أن تنهض الضفة هذه المرّة، وهو الذي جرّب من قبلُ مثلَ هذا النهوض، كما كان الحال في انتفاضة الأقصى (الانتفاضة الثانية)؛ وهو ما استدعى في حينه القيام باجتياح الضفة، والكل رأى كيف كانت معركة جنين البطولية..

إنّ الضفةَ الغربيةَ تمثّل قلبَ المشروع الصهيوني، ومحورَ روايته حول الوجود التاريخي لليهود في فلسطين، وفيها القدس التي تم توظيفها في الرواية على أنّها نقطة الجذب المركزية في كُـلّ المشروع، كما أنّ الضفة اليوم هي المسرح الذي تجري على أرضيته عملية استكمال المشروع من خلال الاستيطان والتهويد، وهي في ذات الوقت تمثّل خنجراً في قلب الكيان على الصعيد الديموغرافي؛ نظراً لتماسها المباشر مع أكبر تجمع استيطاني في فلسطين الـ 48، وكذلك تداخلها الاجتماعي مع فلسطينيي الداخل؛ ممّا يعد امتداداً فلسطينياً يزيد من خطورة القنبلة الديموغرافية التي تحذّر منها على الدوام مراكز أبحاث الأمن القومي اليهودي.

إنّ قيام ساحة بهذه الخطورة التي تصل إلى حَــدّ التهديد الوجودي للكيان برمّته، وبقيادة حركة الجهاد التي نجحت بإحياء مشروع المقاومة من جديد فيها، كان لزاماً أن يستدعي معركة مثل معركة “ثأر الأحرار ” على غزّة التي يعتقد العدوّ أنّها ستكسر رأس المقاومة، ومن هنا جاء استهداف القادة العسكريين التاريخيين للحركة واغتيالهم، في رسالة من العدوّ لمقاومة الضفة أكثر منها للمقاومة في غزة.

ولذا يمكننا القول بأنّ معركة “ثأر الأحرار” جاءت في سياق منطقي لجولات الصراع بين المقاومة والعدوّ، ولكنّها كانت كسابقتها “وحدة الساحات” استمراراً في نهج الاستفراد بحركة الجهاد وتحييد حركة حماس، وهذه سياسة وإن دلّت على ضعف العدوّ إلّا أنّها في نفس الوقت مؤشّرٌ على خبثه ومكره وسعيه الدؤوب لخوض معاركة بأقل قدر من الخسائر، بعد أن تآكلت قدرتُه الرّدعية وبات غيرَ قادر على خوض معاركَ أَو حروبٍ على عدّة جبهات، كما كان في بعض مراحل قوته، ثم تراجعه لخوض معاركه بين الحروب على جبهة واحدة، ثم ها هو يعوِّضُ تراجُعَ قدراته إلى خوض معركة مع فصيل واحد في الجبهة الواحدة؛ وهذا ما يجب أن تدركه المقاومة، فلا تعطي العدوَّ الفرصةَ تلوَ الأُخرى لتقسيم الجبهة الواحدة، بعد أن استطاع فصلَ الجبهات، ففي هذا ما فيه من زرعِ الفتنة بين الإخوة.

وهل غابت عنّا قصةُ المَثَلِ “أُكلْتُ يومَ أُكل الثور الأبيض” وقاعدة ” فرِّقْ تسُدْ” التي مارسها الاستكبارُ في بلادنا ولا يزال، ومع تقديري واحترامي لقراءة هذا الفصيل أَو ذاك للمشهد على طريقته ووفق مصلحته وتقديره لموقعه في المواجهة حسب تقييمه لموضع بما أوتي من معطيات، إلّا أنني لا أرى مصلحةً في أن نمرّرَ للعدو معادلته الجديدة، وأن نستجيبَ لمتطلباته في خوض معاركه، نعم قد يكون هذا صحيحاً لو أنّ المقاومة هي التي بادرت بالمعركةِ وفق خطّة مسبقة من خلال غرفة العمليات المشتركة على سبيل توسيع المشاركة تدريجيًّا في المعركة، لكن أن يبدأَ العدوُّ في عدوانه وجريمته على فصيل بعينه معلناً بذلك، ومعلِناً في ذات الوقت أنّه لا يستهدف إلّا هذا الفصيل، وأنّ الفصيل الكذائي وهو الفصيلُ الأكبر والأقدر مستثنى من هذا العدوان، وعليه الالتزام بهذه المعادلة، ونحن نستجيب له، وتمتدُّ المعركة إلى خمسة أَيَّـام، وذاك الفصيل المستثنى يكتفي بالسّماح للفصيل المُعتدى عليه بالرّد، ويعتبر ذلك تكتيكاً تقتضيه خطّة المعركة وإدارتها؛ فذاك ما لا يمكن تصوُّرُه، لا سِـيَّـما ونحن نتحدّث عن الصف الواحد ميدانيًّا وعن وحدة الساحات، وعن غرفة العمليات المشتركة، وعن الجبهة الواحدة، ولربّما لُمنا بصمت غيرَنا حين لا يتدخَّلُ لصالحنا في معاركنا المنفردة، ثمّ ألسنا نحن من يكرّر مقولة: ”كُـلّ شهيد يرتقي إنّما هو شهيد لفلسطين وليس لتنظيمه فحسب” فإين نحن من هذا القول، ونحن ننأى عن اعتبار شهداء حركة الجهاد هم شهداء حركة حماس وغيرها وهم شهداء كُـلّ فلسطين؟!

وأكثر من ذلك فَــإنَّه وعلى مستوى البيئة المقاومة والحاضنة الشعبيّة، فَــإنَّ هذا السلوك يمكن أن يقود لما هو أسوأ من الانقسام السياسي الواقع في الساحة؛ ليصل إلى انقسام في الحاضنة الشعبيّة، وهي الشريكُ الأَسَاسيُّ والأهمُّ في احتمال آثار المعارك ونتائجها؛ مما يؤدّي إلى شرخٍ نفسي بين أبناء المقاومة، وسنجد أنفسنا إذَا ما استمر هذا النهج غيرَ قادرين على تسويته ومعالجته، مهما تصافحنا وتعانقنا أمام الكاميرات.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ الله أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلونَ * إِنَّ الله يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَالُونَ فِي سَبِيلهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَان مَرْصُوص).

والبنيان المرصوص هنا تعني عدمَ وجود فجوات، ولا مساحات ولا فواصل، ولا تجزئة في الصف، وبهذا نكون قد استجبنا لهدى الله –سبحانه-؛ لنستحقَّ حُبَّه ونصرَه.

وسلامٌ على الشهداء..

({ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).

* كاتبٌ وباحثٌ فلسطيني

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com