جامعةُ الدول العربية وقممُ السراب العربي..بقلم/ منير الشامي

 

مما لا شك فيه أن مؤتمراتِ القمة العربية التي تقام تحت مظلة جامعة الدول العربية كانت وما تزال مُجَـرّد سراب ومظهر أجوف من مظاهر الارتهان والخضوع، يعكس ارتهان أغلب الأنظمة العربية وتبعيتهم وارتهانهم لقوى الاستكبار العالمي وفي مقدمتهم النظام الأمريكي والبريطاني اللذان يخضعان بدورهما للماسونية الصهيونية ويتحَرّكان وفقَ إرادتها.

وتلك حقيقة فالماسونية الصهيونية هي صانعة المشروع الغربي الذي ارتكز على ثلاثة أركان رئيسية:-

ركنه الأول: هو جعل الشرق الأوسط في حالة لا توازن ولا استقرار وفي أتون صراع دائم لا يتوقف ولا ينتهي، من خلال سياسة فرق تسد وبالتقسيم والتقزيم لكل دولة عربية.

ركنه الثاني: صناعة عربية وفق مواصفات ذلك المشروع الغربي وعلى ملته تكون مهمتها الأولى تجريد الشعوب العربية عن دينها وتغيير ثقافتها لسلخها عن هُــوِيَّتها الأصيلة وتحريك تلك الأنظمة وفق دستور المشروع الغربي ولخدمة أهدافه بقمع أحرار الشعوب العربية وتلجيم شبابها وتمكين قوى الاستكبار من فرض هيمنتها على الشعوب العربية والتحكم في مقدراتها وإعاقتها عن الاعتماد على نفسها بتجهيلها وتدحينها وإشغالها بالأزمات والنكبات عن مواجهة أخطار المستكبرين ومناهضة أهدافهم.

ركنه الثالث: منع وصول أية قيادة صالحة إلى سدة الحكم في أية دولة عربية من خلال القضاء على أية حركة تحرّرية صادقة بكل الطرق وبشتى الوسائل؛ لأَنَّهم يدركون أن القيادةَ الصالحةَ لو توفرت للعرب في ظل امتلاكِهم كُلَّ عوامل القوة والسيادة والريادة لانهار مشروعُهم وتبخرت مؤامراتهم في لحظات ولأمسَوا تابعين للعرب خاضعين لسلطانهم.

ولذلك فلا غرابة أن نرى مؤتمراتِ القمة العربية مُجَـرّد سراب إذَا جاءته الشعوب العربية لم تجده شيئاً، فلا تجد منه إلا هيمنة أعدائها ولا تشتم منه إلا ريح الذل وجيفة الخنوع وَالانبطاح، ومن تابع قمة الرياض سيجد ما ذكرت ماثلاً أمام عينيه، بل إنه لو تابع جلساته واطلع على قراراته واستمع لبيانه الختامي وحلل كُـلّ ذلك لاعتقد أن مؤتمرات القمة تهدف لدعم الكيان الصهيوني ليس إلا.

ولنا أن نسأل أنفسنا هل استطاع زعماء العرب الخروج بموقف واحد يصب في مصلحة شعوبهم من أي مؤتمر قمة لهم؟ والإجَابَة هي لا، وهي معروفه لكل مواطن عربي، لكننا لو رجعنا إلى أسفار القمم العربية سنجد لهم فيها مواقف لا تحصى تصب في خدمة أعدائهم وحتى تتضح الحقيقة أكثر، فدعونا نتأمل على سبيل المثال موقف لزعماء العرب في آخر قمة لهم، الذي انعقد في جدة من:

– معركة ثأر الأحرار وهل ذكروها.

– العدوان والحصار على الشعب اليمني ومعاناته في عامه التاسع.

– الحرب في السودان وما هو الدور العربي فيها، هل اتخذوا قراراً بالسعي لوقفها أم أنهم من أججوها وأشعلوا نيرانها ودعموا أطرافها!

تلك هي حقيقة الزعماء العرب وكما يقال لم يتفقوا إلا على أمرين:-

الأول: اتفقوا أن لا يتفقوا على مصلحة واحدة لشعوبهم.

الثاني: اتفقوا على خدمة أعدائهم وخذلان شعوبهم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com