ممثل حركة “الجهاد الإسلامي” في اليمن أحمد بركة في حوار خاص لصحيفة “المسيرة”: نشكُرُ اليمنَ قيادةً وشعباً لمواقفهم الشجاعة وخروجهم المليوني في كُـلّ ساحات الوطن لمناصرة فلسطين

المسيرة| حاوره أيمن قائد

أكّـد مُمَثِّلُ حركة “الجهاد الإسلامي” في اليمن، الأُستاذ أحمد بركة، أن اغتيال قادة سرايا القدس لم يزد حركةَ الجهاد الإسلامي إلا قوةً وإصراراً، مُشيراً إلى أن “سرايا القدس” أوكلت مهامَّ القادة الشهداء إلى غيرهم من الأبطال، الذين قاموا بالمهمة على أكمل وجه دون أيِّ تأثُّر لأداء السرايا في الميدان.

وقال بركة في حوار خاص لصحيفة “المسيرة”: إن معركةَ “ثأر الأحرار” أثبتت أن الوَحدةَ في لقاء العدوّ تسرِّعُ بالنصر، وتؤلمُ العدوَّ الصهيوني، الذي يراهنُ على تفكيك البِنية المقاومة، كما أثبتت المعركةُ أن العدوَّ في أسوأ حالاته، مُضيفاً أن “صراعنا مُستمرّ، ما دام هذا الاحتلال موجوداً على أرض فلسطين، وأن “ثأرَ الأحرار” هي جولة من جولات الصراع مع العدوّ.

وأشاد بالخروج المليوني للشعب اليمني في المحافظات، المعبِّر عن المواقف المشرِّفة التي يمتاز بها الشعب، معتبرًا موقفَ اليمن متميزاً عن بقية الدول المؤيدة لفلسطين.

إلى نص الحوار:

 

– أُستاذ أحمد.. ما تقييمُكم لمعركة “ثأر الأحرار” وإدارة فصائل المقاومة الفلسطينية لها بشكل عام؟

معركةُ “ثأر الأحرار” هي جولةٌ من جولات الصراع الطويل مع العدوّ الصهيوني المحتلّ؛ فنحن صراعُنا مُستمرٌّ ما دام هذا الاحتلالُ موجودًا على أرض فلسطين، كانت معركةُ ثأر الأحرار ضربةً قاصمةً لمحاولات الحكومة الصهيونية لضرب مقدرات المقاومة، وعلى رأس هذه المقاومة “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الذي أعلن الاحتلال أن الهدفَ من ضرب غزة هو القضاءُ على حركة الجهاد الإسلامي وجناحِها العسكري “سرايا القدس”، إلا أن الحركة كانت للعدو بالمرصاد؛ فأفشلت مخطّطَه ورَدَّتْه خائباً يستجدي وقفَ قصف سرايا القدس لمدن الاحتلال، ومن ضمنها ما تسمَّى بـ “تل أبيب”، التي ما كان العدوُّ يحلُمُ في يوم من الأيّام أن هناك مَن يستطيعُ ضربَ عاصمتِه المزعومة.

 

– ما الذي ميَّز هذه الجولةَ من المواجهة مع كيان العدوّ عن سابقتها؟

هذه الجولةُ تتميَّزُ عن غيرها من جولات الصراع مع العدوّ الصهيوني بالفشل الكبير للعدو، لتحقيق أَيٍّ من أهدافه التي أعلنها من خلال هذا التصعيد.

كما أنَّ هذه المعركةَ انطلقت بمباركةِ غرفة العمليات المشتركة للفصائل، صحيحٌ أن الذي قاد هذه المعركة هي حركة الجهاد الإسلامي إلا أن باقيَ الفصائل شاركت مع الحركة، كُلٌّ بحسب إمْكَانياته، ويمكن أن نضيفَ بأن هذه المعركة أخذت حيِّزاً إعلامياً كَبيراً لدى كُـلّ الشعوب العربية والإسلامية، بل والشعوب المؤيدة للحقوق الفلسطينية من غير العرب والمسلمين؛ ذلك أن الصمودَ الكبيرَ التي أثبتته سرايا القدس وباقي الفصائل منَعَ العدوّ من تحقيقِ أَيٍّ من الأهداف التي أرادها في هذه الحرب، صحيحٌ أن هناك شُهداءَ ارتقوا، ولكن هذه هي حقيقة الصراع مع العدوّ؛ فالنصر يحتاج إلى التضحيات، ونحن في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين قد نذرنا أنفسنا للدفاع عن حقوقنا في فلسطين، وما الشهداء الذين ارتقوا إلا نموذجٌ لمدى التضحيات التي تقدِّمُها حركةُ الجهاد الإسلامي وكُلُّ فصائل المقاومة الفلسطينية.

 

– العدوّ يقول إنَّه حقّق إنجازاً كَبيراً وقتل قياداتٍ من حركة الجهاد.. كيف تردُّون على ذلك؟

ارتقاءُ شُهداءَ قادةٍ كبارٍ من سرايا القدس لن يوقفَ مسيرَ الحركة؛ فالحركة لديها من القادة من يستطيع أن يُكمِلَ الطريقَ بنفس القوة والعنفوان؛ فاغتيال القادة لم يزد حركةَ الجهاد الإسلامي في فلسطين إلا قوةً وإصرارًا؛ فقد استطاعت سرايا القدس أن توكل مهام القادة الشهداء إلى غيرهم من أبطال سرايا القدس الذين قاموا بالمهمة على أكمل وجه، دون أن يتأثر أداء سرايا القدس في الميدان.

 

– حاول العدوُّ الإسرائيلي تصويرَ الحرب بأنها بينه وحركة الجهاد في محاولةٍ لعزل حماس.. ما هدفُه من ذلك؟ وإلى أي مدى نجح في مخطّطه هذا؟

الحربُ في ظاهرها هي بين العدوّ الصهيوني وحركة الجهاد الإسلامي؛ فقد صرح رئيس وزراء العدوّ بأننا ذاهبون لضرب حركة الجهاد الإسلامي، وكان قرار الحركة أن ترد على إجرام العدوّ الصهيوني؛ ونظراً لحرص الحركة على وحدة الساحات ووحدة الموقف والقرار؛ فقد أرادت أن يكونَ الردُّ عبر غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة؛ حتى نوصلَ رسالةً للعدو أننا موحَّدون على الأرض، وهذا ما حدث، وبالتالي فشل العدوّ الصهيوني في عزل المقاومة عن الحاضنة الشعبيّة، كما أنه فشل في التفريقِ بين الفصائل الفلسطينية المقاومة.

 

– ما تقييمُكم للمواقف العربية والإسلامية ومواقفِ اليمن حكومةً وشعباً مما جرى في معركة ثأر الأحرار؟

نحن في معركتنا للعدو لا نُعَوِّلُ كَثيراً على مواقف الأنظمة العربية والإسلامية، إلا أُولئك الذين نعرفُ من الدول الداعمة لفلسطين، والتي تُجمِعُ فيها القيادةُ مع الشعب على مناصرة فلسطين، مثل: الجمهورية الإسلامية في إيران، وسوريا، وحزب الله في لبنان، واليمن العزيز؛ لذلك عندما نواجهُ الاحتلالَ نعتمدُ على الله أولاً وأخيراً، وعلى المواقف الشجاعة لدول محور المقاومة، دون النظر لأي خللٍ تعانيه الأُمَّــة العربية الآن؛ لأَنَّنا لو وقفنا عند مواقف هذه الأنظمة المطبِّعة فَـــإِنَّنا لا يمكن أن نتحَرّكَ للدفاع عن أنفسنا وعن شعبنا ضد إجرام الاحتلال.

أما عن موقف اليمن فهو موقفٌ متميِّزٌ حتى عن باقي الدول المؤيدة لفلسطين؛ فالشعبُ اليمني يمتازُ بقيادة واعية وشعب شجاع لا يقبل الظلم، ويقفُ مع المستضعفين ضد الظالمين، في كُـلّ مكان، فما بالُك بفلسطين وهي تمثِّلُ عقيدةً راسخةً لدى القيادتَين الثورية والسياسية وباقي الشعب اليمني العظيم؛ لذلك ما رأيناه من خروجٍ مليوني في كُـلّ المحافظات ما هو إلا تعبيرٌ عن هذه المواقفِ المشرِّفة التي يمتازُ بها الشعبُ اليمني العزيز.

 

– ما تفسيرُكم لحالة الصمت العربي والإسلامي المطبِقِ تجاه ما يحدُثُ من غطرسة صهيونية متواصلةٍ على فلسطين والمقدسات الإسلامية؟

تعوَّدنا على خذلان الأنظمة العربية لنا في فلسطين؛ فالعلاقة مع الكيان الصهيوني لديهم أهمُّ من فلسطين والشعب الفلسطيني؛ لذلك فنحن نرى الكثيرَ من الأنظمة العربية تضع فلسطين خلفَ ظهرها وتسرعُ في التطبيع مع الكيان الصهيوني؛ فهي قد قدمت فلسطين قُرباناً لعلاقاتها مع الدول الاستعمارية منذ احتلال فلسطين؛ لذلك فالصمتُ هو دورٌ وظيفيٌّ تقومُ به هذه الأنظمةُ لإرضاء “إسرائيل” وأمريكا وكلّ الظالمين الذين يدورون في هذا الفلك؛ لذا فعندما سنرى سقوطَ العدوّ الصهيوني ستتساقَطُ هذه الأنظمة التي ربطت مصيرَها وحياتَها بالكيان الصهيوني.

 

– ما الدروسُ التي يمكن استخلاصُها من معركة ثأر الأحرار؟

يمكن أن نستخلصَ من معركة “ثأر الأحرار” هذه النقاط السريعة:

أولاً: الوَحدةُ في لقاء العدوّ تسرعُ بالنصر وتؤلمُ العدوّ الصهيوني؛ لأَنَّه يراهن على تفكيك البِنية المقاومة للشعب الفلسطيني.

ثانياً: العدوُّ الصهيوني ليس في أفضل حالاته؛ فالكثيرُ من المشاكل داخل الكيان الصهيوني، وأيةُ حرب يمكن أن يخوضُها العدوُّ ستكونُ خسارتُه فيه كبيرةً، وعلينا أن نعملَ لاستثمار هذا الضعف في الحالة الصهيونية، للبناء عليها في أية مواجهة قادمة.

ثالثاً: أن المعاركَ مع الاحتلال توضحُ لنا من الذي يقف مع فلسطين، ومن الذي يتآمرُ على فلسطين مع العدوّ، وبالتالي هذه الجولات مع العدوّ الصهيوني تشكِّلُ حالةَ فرز في الأُمَّــة، حينها سنعرفُ نحن في المقاومة الفلسطينية على من يمكن أن نعتمدَ، ومن هو الذي يعيقُ معاركَنا مع العدوّ الصهيوني.

 

– كلمةٌ أخيرةٌ تودون إضافتَها؟

أخيراً نتوجَّـهُ بالتحية إلى أهالي الشُّهداء في فلسطين، وإلى أُولئك الذين هُدمت بيوتُهم، الذين صمدوا وكانوا عاملاً في رفع معنويات المقاومين، نترحَّمُ على شهداء المقاومة من القادة الكبار في سرايا القدس وفي باقي الفصائل وباقي الشهداء من الشعب الفلسطيني، كما نتمنى للذين سقطوا جرحى أن يكتُبَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- لهم الشفاءَ العاجلَ، وأن ينصُرَ المقاومةَ في كُـلّ مكان، كما نتوجَّـهُ بالشكر الجزيل لليمن قيادةً وشعباً بخروجهم المشرِّف في كُـلِّ ساحات الوطن؛ لمناصرة أهلهم في فلسطين؛ والاحتفال معهم بالنصر الذي تحقّق على يد أبطال “سرايا القدس” وباقي الأذرع المقاوِمة في فلسطين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com