داعش.. البـصـمـةُ الأوضــح والوجــهُ الأبـــرز في أحياء تعز

صدى المسيرة- أنس القاضي

أعلن تنظيمُ القاعدة مقتلَ مراسله في تعز، الذي يعمل في شبكه الملاحِم التابعة للتنظيم ويُدعى أبو إسْــلَام التعزي، فيما تناقلت وسائلُ الإعْــلَام المساندة للعُــدْوَان مشاهِـدَ من المناطق التي سيطر عليها المُرتزقة مع الانهيار الذي حدث في الجبهة الغربية، ويبدو فيها عناصر القاعدة وداعش بعصاباتهم السوداء مُلثّمين يتجولون في الشوارع، كما تناقلت صفحاتُ المرتزقة مقاطع فيديو توثّق سحْلَ الدواعش لجثث شهداء الجيش واللجان والتمثيل بهم في الأماكن العامة، ما يُعيدُ للأذهان صورَ الجرائم التي ارتكبتها ذات العصابات الداعشية الإجْـــرَامية في تعز أغسطس العام الماضي حين تقدّم في مناطقَ وسط المدينة، فلست هذهِ المرة الأولى.

جرائم داعش امتدادٌ للعُــدْوَان، وأهالي تعز الضحية

جرائمُ داعش في تعز لا تُنسَبُ إلَــى تعز ولا تمثل ثقافة مواطنيها، بل هي استهدافٌ لتعز، في تعز أَوْ خارجها، وأَبْنَــاء تعز في نهاية الأمر ضحية لهذه العصابات الإرْهَــابية التي ستسحل كُلّ أَبْنَــاء الشعب لو أتيح لها التوسُّع، تلك الجرائم تنُسب إلَــى داعش ككل الجرائم التي ترتكبُها في مختلفِ المحافظات والدول، إلا أن نفْيَ كونها جرائمَ أَبْنَــاء تعز لا يعني نفي وجود داعش في تعز، بل يؤكد ضرورة تطهير المدينة منهم، فمن جهةٍ أُخرى تلك الجرائم تُعرّي ما سوّقَ له المُرتزقة في تعز من دعاوى المقاومة والمظلومية والحصار، والذي اتضح مع تلك الجرائم، وبما لا يدع مجالاً للشك، أن كُلّ تلك العناوين والحملات الإعْــلَامية التي وقع فيها الكثيرُ من المغفلين، لم تكن عفوية، إنما سيقت بشكل مدروس ومنظّم؛ لكي تُغطّيَ على الوجه الحقيقي لداعش والقاعدة الامتداد لعُــدْوَان أمريكا وبني سعود، وهم العدو الذي تواجهُهُ قوات الجيش واللجان الشعبية في تعز.

داعش الفصيل الأقوى والمُسيطر في تعز

يُقاتل مع المرتزقة في تعز مجاميعُ كثيرةٌ بمختلف الدوافع، منهم المُضلَّلون وهم شريحة صغيرة، البقية مرتزقة لأجل المال، أَوْ مستقبلٍ حزبي، وآخرون مُجندون في سبيل مشروع داعش في المنطقة، ومهما تعدد الفصائل المُعادية في تعز، فهذا لا ينفي أن قتالها مجتمعةً تحت قيادة وتمويل العُــدْوَان، إنما يخدم في نهاية الأمر الفصيل الداعشي الأقوى والمُسيطر والأكثر إجْـــرَاماً، الذي لا يجرؤ أحد على معارضتهِ أَوْ مواجهتهُ.

“مدَنية” يقاتل عنها مسلحو داعش!

يَزعُمُ نشطاءُ العُــدْوَان أن مرتزقتهم “جيش وطني ومقاومة شعبية”، ويكادوا يُصدقون كذبتهم لفرط ما ردّدوها، يُخيَّلُ لهم أن وعي الناس عَن المُقاتلين هوَ الأهمّ، وليس طبيعتهم، فبقدر ما يُحاولون تلميعَ هذه العصاباتِ المُسلحة وإظهارها بمظهر المقاوم والمدافع عن مظلومية، إلا أن كُلَّ هذا التلميع، لم يغيّر من حقيقة كونهم عصاباتٍ مسلحة غيرِ منضبطة مدفوعة الأجر تستلم تمويلاً خارجياً وتقاتل في سبيل المموِّل، وعصابات داعشية ذات فكر وهابي تسحَلُ الناسَ وتذبحهم وتمثّل بالجُثث، وعصابات إجْـــرَامية من الهاربين من السجون، لا قضية لهم سوى النهب، وأنها في مجملها جماعاتٌ إجْـــرَامية لا يُمكنها أن تكون يوماً جيشاً وطنياً ولا أن تكون حاميةً لوطن، ومدافعةً عن تطلعات شعب، أَوْ عن أحلام الحالمين بالمدينة.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com