لماذا شعارُ “الصرخة والمقاطعة”?.. (2-2)..بقلم/ علي عبد الرحمن الموشكي

عندما نفعِّلُ ما منحنا الله من نعمة التفكر في الواقع اليوم، وَتفكرنا في واقع الأمريكيين والإسرائيليين، هل جعلوا للإنسان كرامة، هل حافظوا على إنسانية الإنسان، أين توجد أشد المعتقلات والسجون، أين يوجد الفساد المالي والاقتصادي، أين يوجد امتهان لكرامة وعزة المرأة التي ينادون بحقوق المرأة وحقوق الإنسان، لا شيء مما يتشدقون به، لا شيء من حفظ كرامة وعزة الشعوب، لا شيء من حرية الرأي والرأي الآخر، لا شيء من الديمقراطية المكذوبة، كلها شعارات زائفة باطنها الاستعمار للشعوب وإذلال للبشرية، كما حصل للدول الإسلامية فلسطين، العراق وأفغانستان وَسوريا وليبيا وتونس والسودان ومصر وإيران.

يجب أن يرفع شعار (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام)، في كُـلّ مكان وفي كُـلّ العالم، وأن يكون مجسداً قولاً وعملاً في واقعنا وأن يردّد في كُـلّ المنابر بعد صلاة الجمعة، إذَا لم نكن كذلك فنحن نحذو حذو اليهود الذين كانوا يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض، وَنحن نستغرب من الجماعات الدينية المتطرفة الذين لا يرفعون هذا الشعار ويدعون الإسلام، والله لعن الذين كفروا في القرآن الكريم، بآيات صريحة وبينة قال تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إسرائيل عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ)، فلماذا ادِّعاء أن من يصرخون بعد صلاة الجمعة، بدع وليست من الدين، الذي لا يلعن اليهود سيكون ملعون، حَيثُ قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولئك يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ)، لذا فالبراءة من أعداء الله واجبة في كُـلّ الأوقات.

ومقاطعة الأعداء اقتصاديًّا واجبة وضرورية؛ لأَنَّ العرب والمسلمين سوق استهلاكية لمنتجاتهم وأكثر نسبة استهلاك هم العرب والمسلمين، لو أن العرب قاطعوا البضائع الأمريكية والإسرائيلية، لما تجرؤوا على اتِّخاذ أي موقف عدائي ضد المسلمين ورموز الإسلام، إنهم يسيئون للرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- ويحرقون القرآن الكريم منهج ودستور وأعز ما يملك المسلمون، والعرب والمسلمين مكتوفي الأيدي لا يردون ولا يستنكرون ولا يندّدون ولا يكون لهم أدنى موقف تجاه، استفزازات وجرائم اليهود والأمريكيين والإسرائيليين بأي موقف، سوى سكوت.. سكوت، دون أدنى ذرة عزة وكرامة وإباء ونخوة وعروبة، من كتب عليهم الذلة أصبحوا أعزة ومن كتبت عليهم العزة أصبحوا أذلة؛ بسَببِ التقصير والتفريط والتطبيع والتخلق بأخلاق اليهود والابتعاد عن منهجية الله وصراطه المستقيم.

يجب علينا أن نصرخ وأن نقاطع منتجات اليهود والأمريكيين والإسرائيليين وأن نعلي كلام الله وننصر دين الله، وأن نكون أقوياء بقوة الله، أعزاء بعزة الله، والله هو الناصر وهو المعز وهو المذل، كُـلّ شيء بيده، هو خالقنا نحن عبيده، لا نرضى بعبودية أحداً غير الله، ننشد السلام منه ونطلب الخير منه، مماتنا بيده وحياتنا بيده، نعيش لله نسير وفق هديه وفق منهجه ونموت ونحن على صراطه ودينه، لن نكون أعزاء إلا بعزته ونصر دينه وإعلاء كلمته.

وسنجد من يصرخ معنا كما أخبرنا الشهيد القائد -رضوان الله عليه-، اليوم الصرخة في كُـلّ دول العالم، يردّدها الذين يحملون عزة وكرمة وإباء ونخوة وينصرون دين الله، والله هو الناصر والمعين.