“ثأرُ الأحرار”: 1234 صاروخاً في يومها الخامس.. وسط تعتيم العدو عن خسائر

 

المسيرة | متابعة خَاصَّة

تواصل قوات الاحتلال الصهيوني، لليوم الخامس على التوالي، عدوانها العسكري على قطاع غزة، واستهدف طيران الاحتلال منازل وشققاً سكنية، شمال ووسط وجنوب القطاع، موقعاً عدداً من الشهداء والجرحى.

وعلى مدى الأيّام الماضية، تحدثت وسائل إعلام عبرية، بشكلٍ مُستمرّ عن مأزق تعيشه “إسرائيل”، وذلك بعد خمسة أَيَّـام من العملية العسكرية، وإطلاق المقاومة صواريخها في اتّجاه مستوطنات الاحتلال في غلاف غزة، والقدس المحتلّة، و”تل أبيب”.

ورداً على العدوان الصهيوني المُستمرّ منذ فجر الثلاثاء، على قطاع غزة، أطلقت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية عملية ردّ تحت تسمية “ثأر الأحرار”، استهدفت المقاومة حتى مساء السبت، بنحو 1234 صاروخًا أطلق من قطاع غزة خلال الجولة الحالية على المدن والبلدات بمستوطنات غلاف غزة، ومستوطنات في عمق كيان الاحتلال، فيما يواصل الاحتلال غاراته على القطاع.

ووجّهت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تحذيراً إلى الاحتلال الصهيوني، عبر فيديو نشرته، الجمعة، يحمل عنوان: “لن ينفعكم مقلاعكم”، وعرضت في الفيديو ميزات صاروخ “براق 85″، الذي صُنع بأيدي مجاهديها عام 2019م، ويصل مداه إلى 85 كيلومتراً.

وخلال عملية ثأر الأحرار، أطلقت المقاومة الفلسطينية دفعات من الصواريخ باتّجاه الداخل المحتلّ، من دون أن تنجح القبة الحديدية في اعتراضها بشكل كامل، حَيثُ سُجل أن 90 % من الصواريخ تمكّنت من اعتراض القبة الحديدية.

وتسببت في أضرار اقتصادية ونفسية لسكان المستوطنات، وقد برزت منطقة النار في المناطق الجنوبية من تل أبيب، أي 60 كيلومترًا من العمق “الإسرائيلي”، كما شملت الصواريخ مستوطنات غلاف غزة التي تمتد من عسقلان وتصل إلى أشكول بعمق حوالي 40 كيلومتر من قطاع غزة، سقطت في مختلف مستوطنات “غلاف غزة” و”ريشون لتسيون” و”غوش دان” و”رامات غان” و”حولون” في “تل أبيب” وسط الكيان، كما زارت محيط مطار بن غوريون، الأمر الذي أَدَّى إلى توقف حركة الملاحة في المطار مساء السبت، بفعل الرشقات الصاروخية للمقاومة، كما طالت مدن أسدود وعسقلان و”سديروت” و”نتيفوت” و”مفلاسيم”.

وفي بيانٍ مقتضب مساء السبت، قالت سرايا القدس: “ضمن معركة ثأر الأحرار.. تمكّن مجاهدونا بعون الله من استهداف عدة مواقع حساسة للعدو الصهيوني بصواريخَ موجهة على الحافة الشرقية لقطاع غزة، محقّقين إصابات مؤكّـدة، وعاد مجاهدونا إلى قواعدهم بسلام”.

في سياق آخر، تحدثت وسائل إعلام العدوّ عن توجيهات حكومية “إسرائيلية” وصفتها بـ”الحكيمة”، طالبت فيها الحكومة كُـلّ الوسائل الإعلامية العبرية والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، عدم البوح بأية بمعلومات أَو نشر أية تفاصيل تفيد بالخسائر المادية والبشرية، التي تستهدفها صواريخ المقاومة؛ وذلك حرصاً على تماسك الجبهة الداخلية للكيان، وعدم إعطاء المقاومة نصرٍ معنوي، حَــدَّ تعبيرها.

إلى ذلك، نشر موقع “المونيتور” الأمريكي، مقالاً لـ “بن كسبيت”، وهو صحافي وكاتب سياسي “إسرائيلي”، قال فيه: إنّ “مواجهة غزة تعزّز قوة الجهاد الإسلامي وحماس وإيران”، مؤكّـداً أنّ “الجيش الإسرائيلي قتل ثلاثة مسؤولين كباراً لحركة الجهاد الإسلامي، لكن هذه المنظمة، الصغيرة نسبياً، تمكّنت من شلّ إسرائيل لمدة 4 أَيَّـام مضت وقامت بإرسال آلاف الأشخاص إلى الملاجئ”.

وأكّـد كاتب المقال، أنّ لدى “إسرائيل” أسباباً وجيهة للقلق من هذه المناوشة، وأسباباً للتحفظ على المعلومات، لافتاً إلى أنّ “هذه المنظّمة، تعمل داخل قطاع ضيق ومكتظ بالسكان، بتمويلٍ من إيران، ونجحت بدفع نحو مليون مستوطن إسرائيلي، على طول الحدود مع غزة، إلى الفرار من منازلهم وأرسلت آلافاً آخرين إلى الملاجئ، مما أَدَّى إلى بث الخوف والرعب وتعطيل جميع جوانب الحياة اليومية في قوة إقليمية”، وفق الكاتب.

كذلك، تحدث مصدر أمني إسرائيلي كبير للموقع ذاته: أنّ “المقاومة ليست مردوعة من إسرائيل. إنها تستفيد من كُـلّ جولة، وتمسك العصا من طرفيها وتستفيد من الغنائم، وبينما تهاجم إسرائيل الجهاد الإسلامي، تعزز حماس مكانتها كراشدٍ مسؤول وسيد على الأرض”.

وَأَضَـافَ المصدر، أنّ “المقاومة تلحق الضرر بإسرائيل من خلال وكلاء في الضفة الغربية، وتغازل إيران وتحافظ على علاقات عمل جيدة مع مصر”، حَــدّ تعبيره.

واعتبر أن “الخوف الذي يعتري الشارع الإسرائيلي من إيران وحزب الله قد تضاعف”، وأنّه “بهذا المعدل، عندما تستيقظ إسرائيل، ستكتشف أنها أقامت حزب الله آخر على سياجها الجنوبي، لكن عندها سيكون قد فات الأوان”.

التكتم الإعلامي الصهيوني لم يصمد طويلاً، الكاتب اليؤور ليفي في صحيفة يديعوت قال في مقالٍ له السبت: “إن دفعة الصواريخ التي أطلقتها سرايا القدس والمقاومة الفلسطينية هي الأثقل منذ بداية الجولة الحالية”، على الرغم من أنهُ لم يتحدث عن وجهتها.

وهو الأمر الذي اتجهت نحوه هيئة البث “الإسرائيلية” فقالت: “إن الدفعة الجديدة من الصواريخ غير مسبوقة واستهدفت مناطق بعيدة”، وكانت المقاومة الفلسطينية أطلقت ظهر السبت، وابلاً من الصواريخ، دكت كافة البلدات الصهيونية وبلدات بعيدة المدى.

وبحسب الإعلام العبري، فَــإنَّ “إسرائيل” يمكن أن تعزّي نفسها بالظهور العملياتي (الأول) الناجح، لمنظومة “مقلاع داوود” المضادة للصواريخ، بعد أن بثت مقاطع فيديو قالت أنها اعترضت صاروخاً أطلقته حركة الجهاد الإسلامي على تل أبيب هذا الأسبوع، لكنها لم تصمد طويلاً أمام تلك الصواريخ الكثيفة التي تسقط على أكثر من موقع، والتي بات الداخل الإسرائيلي على يقين أن اعتراضها مُجَـرّد فبركاتٍ إعلامية في محاولةٍ لتغطية الفشل الذريع للاستراتيجية العسكرية الصهيونية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com