أمريكا تعرقلُ فرصةَ مفاوضات السلام بين اليمن والسعوديّة..بقلم/ أبو خلدون الشيبة

 

مفاوضاتُ السلام بين اليمن والسعوديّة تزعجُ الشيطانَ الأكبرَ أمريكا وتهدّدُ مصالحَه المالية في السعوديّة بتجفيف منابعها وقطع أسبابها، ونجاح المفاوضات بين الأشقاء العرب مرهونة بموقف سعوديّ واحد وهو التحرّر من التبعية للشيطان واتِّخاذ قراره بإرادته بعيدًا عن الإملاءات الأمريكية.

لعل الشهيد القائد -رضوان الله عليه- عندما حدّد العدوَّ الأولَ للأُمَّـة ممثلة بأمريكا، وأشَارَ إلى أن السعوديّة ستكون هي الضحيةَ القادمةَ للأمريكي؛ فقد كانت نظرتُه ورؤيتُه لأحداث المستقبل نابعةً من نظرةٍ قرآنية لا يمكن أن تخطئ مهما تعددت الأسباب والأهداف.

الشيطان الأكبر والذي تمثله أمريكا اللعينة الميتة توحي إلى شياطينها من الإنس في الدول العربية زخرف القول غروراً وتعدهم وتمنيهم وما تعدهم إلَّا غروراً، والغرور نهايته هو المقابر والهلاك والزوال واللعنة الأبدية.

إن أمريكا منزعجةٌ من إبرام اتّفاق السلام اليمني السعوديّ وتسعى لإفشال كُـلّ اليهود لعمل اتّفاق سلام، وكلما اقتربت السعوديّة من الولوج في مفاوضات سلام مع اليمن أوحى الشيطان الأكبر لأوليائه في دولة قرن الشيطان بالتملص والتهرب والتمرد عن إنجاز أي اتّفاق لعدة أسباب سياسية واقتصادية وعسكرية.

فمن جانبٍ سياسي فأمريكا ترى في قرنها السعوديّ الممثل والمندوب السامي لسيطرتها على المنطقة العربية وبتولي السعوديّ لها وتنفيذ أجندتها في المنطقة يظل الدور الأمريكي متواجداً ومسيطِراً على المنطقة، ويرى الشيطان الأكبر أن دول جوار السعوديّة الحد الشمالي ممثلة باليمن غير قابل للانبطاح له أَو التسليم لسياستها ولعلنا نتذكر الحروب الست التي قادتها السلطة آنذاك ومشاركة السعوديّة في تلك الحروب بإيعازٍ من الشيطان الأكبر؛ لأَنَّ اليمن البلد الوحيد الذي أظهر العداء للأمريكان، فقد وجّه الشهيد القائد حسين الحوثي، بُوصلة العداء نحو العدوّ الحقيقي وبالتالي فَــإنَّ رضا أمريكا عن اليمن من رابع المستحيلات؛ لأَنَّ شعب اليمن رفض التبعية للملة الأمريكية.

ومن جانبٍ اقتصادي فَــإنَّ الشيطان الأكبر يرى في قرنه السعوديّ -كما وصفه هو- بالبقرة الحلوب؛ فحربُ السعوديّة ضد اليمن استفادت منها أمريكا لتمويل خزانتها وتغطية نفقات دولتها من حساب بنوك السعوديّة ونكتفي بقول الرئيس الأمريكي السابق عندما شبه السعوديّة بالبقرة الحلوب.

ومن جانبٍ عسكري فَــإنَّ أمريكا ترى أن الحرب على اليمن فرصة لتصدير أسلحتها للسعوديّة وترى في تلك الحرب التي تستهلك الجيش السعوديّ فرصة لإضعاف واستهلاك قدرات السعوديّة العسكرية ليس فحسب، بل إن جرائم السعوديّة باليمن ستمكّن الأمريكي من إيجاد ذريعة مناسبة لتضغط عليه ومن ثم ستكون السعوديّة الضحية القادمة.

عُمُـومًا، إن نجاح الاتّفاق السعوديّ اليمني مرهون بقرار السعوديّ إذَا تحرّرت إرادته وقرارته وتجاوز أمريكا ليؤمن نفسه من داخل العرب خير من تأمينها بالأمريكي، وَإذَا لم يتخذ السعوديّ قرارته بإرادته والخروج من المستنقع الذي وضعه الأمريكي له فَــإنَّ نجاح المفاوضات مرهونٌ ببنادق اليمنيين وطيرانهم المسيَّر وصواريخه الباليستية، والتي ستكسرُ قرنَ الشيطان وترغمه على الاستسلام بدلاً عن السلام.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com