بين أهداف الهُدَنِ ورسائل المناورات..بقلم/ الخضر ياسين

 

حاولت قوى تحالف العدوان أن تحقّقَ من خلال الهُدنة ما لم تستطعْ تحقيقَه خلال سنوات خلت بقوة ترسانتها الكونية، لكن النتائج كانت أَيْـضاً دافنةً لآمالهم الصبيانية عميقاً في حول الخيبة والحسرات.

لقد أدركت تلك القوى أنها من عاشر مستحيل المستحيلات أن تنتصر عسكريًّا في حربها رغم التفوق المادي الذي تمتلكه، وذلك يعزى إلى حجم المعنويات المتفجرة الناتجة من لا نهاية الاستبسال والتفاني النابع من الإيمَـان الراسخ بالله لدى المقاتل اليمني، الذي يجعل لأية إمْكَانات مادية مهما كانت بسيطة سلاحاً مدمّـراً وفاعلاً بلا حدود.

لذلك حاولت قوى العدوان أن تلجأَ إلى آخر ورقة محروقة في جعبتها للدخول في مرحلة “خفض التصعيد” على أمل تحقيق تقدمات مؤثرة في سير مجريات الأحداث منها؛ تحييد مرتكز نقطة القوة المتفوقة لدى الشعب اليمني وهي القوة العسكرية، وتحييد معادلة الردع اليمنية من خلال النأي بنفسها عن الاستهداف المباشر عبر الهجمات الصاروخية وسلاح الجو المسيَّر.

في المقابل حرص تحالف العدوان على الإبقاء على كُـلّ نقاط القوة التي يتمتع بها كما هي، فاستمر بكل أعماله العدائية اقتصاديًّا وإعلامياً واجتماعياً وأمنيًّا… إلخ، محاولاً بذلك خلق بيئة مخلخلة من الداخل ليسهل إسقاطها وضربها وعلى هذا مدت له آماله الواهية.

ما لم يكن يدركه أُولئك الأغبياء أننا لسنا بتلك السذاجة التي يظنها وأثبت الواقع اليوم ذلك جليًّا؛ فخلال الهُدنة تضاعفت القوةُ العسكريةُ للشعب اليمني أضعافاً مضاعفةً؛ وهذا ما يدركه العدوّ يقيناً من خلال قراءته وتحليلاته لتلك العروض وَالمناورات العسكرية الضخمة التي كان آخرها قبل أَيَّـام في المنطقة العسكرية الرابعة، والتي أتت كردة فعل تحذيرية لتحَرّكات العدو سياسيًّا وعسكريًّا.

في بقية المجالات الوضع أَيْـضاً بات مختلفاً جِـدًّا حتى على الصعيد الرسمي والاجتماعي وحالة التعبئة العامة على أعلى مستوياتها، وما كان ينتظره العدوّ من نشوء طفرة من الاحتقان الداخلي قد وجدت فعلاً وَلكنها متجهه بكل سخطها نحو العدوّ الذي كان يأمل استخدامها لصالحه، فشعبنا قد اعتاد على العيش من واقع اللا شيء ووعيه الجمعي كحضارته تتجاوز عشرات الآلاف من السنين.

وصدِّقوني إن قلت إنه حتى الباعة المتجولون اليوم يعرفون تماماً السببَ الحقيقيَّ والرئيسي وراء معاناة شعبهم، وينتظرون فقط الإشارة لينقضوا على تحالف العدوان، وصدِّقوني لن ينالوا لا بلحَ الشام ولا عنبَ اليمن.

وما رفضه شعبُنا من واقعٍ مادي صِفري قبل تسع خلت هو أقدرُ اليوم من واقع قدراته وتوكله على الله بعشرات الأضعاف على رفض تلك المشاريع وفرض مشروعه على قوى العالم أجمع وإن أتت صفاً، والعاقبة للمتقين.

وسنرى من تتشظى قواه وتتقسَّمُ جبهتُه ويأتيه عذابٌ يخزيه، ولات حينَ مندم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com