المراكزُ الصيفية تجبِرُ الأعداءَ على الاعتراف بأهميتها..بقلم/ محمد العوبلي

 

على الرغم من الحملة الشرسة التي يشنها العدوان ومرتزِقته على المراكز الصيفية إلا أن الوعي المجتمعي كان أكبر من مخطّطاتهم المكشوفة؛ حَيثُ كان الإقبال لهذا العام على المراكز الصيفية كبيراً وذلك لوعي الناس بخطورة المرحلة، ومشاهدة مخرجات الأعوام السابقة وتجسيدها في الواقع العملي.

استطاعت المراكز الصيفية في المراحل السابقة أن تسهم وبشكلٍ كبير في تعزيز الوعي وبناء القدرات التعليمية للطلاب والطالبات وتحصينهم من الثقافات المغلوطة وتعريفهم بعدوهم الحقيقي أمريكا وإسرائيل، وحيث كانت معركتنا مع العدوّ معركة وعي وفكر وَتتطلب من كُـلّ أبناء الشعب اليمني القيام بمسؤولياتهم في مواجهتها وإفشالها، ومسبقًا تم إفشال كُـلّ مخطّطات ومحاولات العدوّ، من خلال تمسك المجتمع بالهُــوِيَّة الإيمانية والمبادئ القرآنية، وهي نفسها الوسائل التي تشكل سلاحاً ناجحاً لمواجهة المخاطر المحدقة بالشعب اليمني بالأمس واليوم!

إن ما يغيظ الأعداء هو ما تقومُ به المراكزُ الصيفية من أنشطة وبرامج تعليمية وثقافية في تنشئة الأجيال وتسليحهم بالعلم النافع، وتنوير أفكارهم وتحصينهم من غزو العقول والأفكار ومخطّطات الأعداء التي تأتي تحت عناوين براقة وجذابة والتي سقط فيها الكثير مِمَّن لم يتحصن ويحمل ثقافة القرآن.

إن الاهتمام بالجيل الصاعد هو أمانة في أعناق الجميع ويجب على الآباء والأُمهات استغلال أوقات فراغ أطفالهم في الإجازات والدفع بهم إلى الدورات الصيفية لتعلم القرآن الكريم، وتنمية مهاراتهم، وتشجيع واكتشاف مواهبهم، بدلاً عن الألعاب الإلكترونية وضياع الوقت في وسائل التواصل الاجتماعي التي تميت العقل وتسبب الكسل والخمول للأطفال والشباب وتستنفذ طاقتهم.

إن دول العدوان بعد أن فشلت في الجانب العسكري والسياسي اتجهت بشكلٍ كبير وممنهج نحو فكر الجيل الناشئ لإضلالهم، وإفسادهم، وتضييعهم، وتشتيت فكرهم، ويرغبون في جر الشباب لاتباعهم والتقليد الأعمى لهم ولثقافتهم المتفسخة والاندماج مع ما يريدونه ويسعون إلى تحقيقه من أهداف التمييع ثم السيطرة على الشعب وإخضاعه وسلب عزته وكرامته واحتلاله ونهب ثرواته وخيراته ومقدراته؛ كُـلّ هذا لكي لا يتجه الشباب والجيل الناشئ نحو المسار الصحيح، الذي سيجعل منهم أفراداً يبنون أُمَّـةً مستقلةً تنهض للبناء واثقةً بربها سبحانه وتعالى، منطلقةً نحو الإعمار على أَسَاسٍ صحيح، متخلِّصةً من التبعية لأعدائها.

إن من يعالج كُـلّ نكبات الأُمَّــة هو العلم والعمل الصحيحان، والاتّباع للقيادة التي يأمرنا الله بتوليها واتّباعها، وهذه الدورات الصيفية تعتبر هي المنشأ لمثل ذلك المسار الصحيح؛ لما لها من أهميّة في تحصين الجيل الناشئ والشباب بالعلم النافع تربوياً وثقافيًّا، وتحصينهم بالوعي والبصيرة؛ إذ تبني إنساناً واعياً مستنيراً بثقافة القرآن الكريم، لتصحح المفاهيم الدينية والثقافية المغلوطة، وإن من يقوم بحملات التضليل والتشويه والتثبيط وشن الدعايات الإعلامية تجاه الدورات الصيفية عليه أن يدرك جيِّدًا أن شعبنا اليمني كان ولا يزال وسيبقى عصيًّا على الانكسار وقادرًا على إسقاط كُـلّ الدعايات وقادراً أَيْـضاً على التصدي لها وإفشالها، وما من شك أن الفضل فيما يمتلكه شعبنا ومجتمعنا من الوعي العالي والإدراك الكبير، هو لأصالة الهُــوِيَّة التي ينتمي إليها، ويمتلك من التجارب السابقة ما يمكن أن تقف سَدًّا منيعًا ضد دعاية الأعداء مساعيهم التي تدعو إلى التفرقة والفتنة بين أبناء الأُمَّــة تحت العناوين الطائفية والعنصرية والعرقية؛ ولقد أصبح الشعب اليمني يمثل صخرة صلبة تتحطم عليها كُـلّ رهانات العدوّ وتُفشل كُـلّ مشاريعه ومخطّطاته.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com