الحُريّةُ مجمعُ الفضائل الإنسانية.. اليمن نموذجاً..بقلم/ حسام باشا

 

طالما كان الإنسان حُــرًّا، فَــإنَّ الأرضَ ستتحرّرُ، والإمْكَانياتُ ستعودُ، والحقوقُ ستستعادُ بمختلف صورها وشكلها.

هذه العبارة من الحقائق الثابتة التي يؤكّـدُ عليها السيد القائد؛ إذ تُعَدُّ المحرِّكَ الرئيسَ لكثيرٍ من النضالات والحركات الثورية التي شهدها تاريخُ الإنسانية. فالحريةُ هي أَسَاسُ التطوُّر والتقدم، كما أن الإنسانَ هو المحورُ الذي تدورُ حوله كُـلُّ الحركات والتحولات، ومن خلال حريته واستعادته لحقوقه المفقودة فَــإنَّه يستطيعُ أن يبنيَ مستقبلاً أفضلَ لنفسه وللمجتمعِ بأكمله.

وبما أن الإنسانَ مخلوقٌ حُــرٌّ، ولا يمكن إذَا ما توفَّرت الإرادَةُ تقييدُه، فَــإنَّه يملك القدرة على إحداث التحول والتغيير، سواء لنفسه أَو لأرضه التي يعيش عليها. وهنا لا بُـدَّ أن يتحمل هذه الإنسان المسؤولية ويعمل على تحقيقها. فمتى ما تحرّرت إرادةُ الناس فَــإنَّ الأرض ستتحرّرُ وستعود الحياة للمجتمع والوطن بكامل روحِها الحية والنابضة بالتطلعات والطاقات، وبذلك تزول العقبات والمعيقات التي تحول دون تحقيق تقدم اقتصادي في الوطن كله.

إِنَّ الحريةَ قيمةٌ عظيمةٌ وأَسَاسية؛ فهي فِطرةُ الله التي فطرها الناسُ عليها، حَيثُ توجدُ في كُـلِّ إنسان نزعةٌ طبيعيةٌ نحو التحرُّر ورفضِ العبودية والاستبداد. ‏كما تُكسِبُ الحريةُ الشعوبَ القوةَ والعزمَ لمواجهة الظلم والقهر، كما تمنحُ الحياةَ معناها ومغزاها؛ إذ تمثل روحَ الإنسان وتؤمِّنُ له فضاءً مناسباً للإبداع والابتكار، وتشكّل منطلقاً للتغيير، وهي سِرُّ تمايُز الشعوب، كما لا تتوقّفُ الحرية بالزمن، بل تمتد إلى مدى الحياة ككل؛ لأَنَّها تشكّل مَجْمَعَ الفضائل الإنسانية والمنزلة السامية؛ فمعنى أن تكون حراً، أن تكون عزيزاً وشريفاً ومقاوِماً لأشكال الهيمنة والاستكبار وترفُضُ الذُّلَّ والهوان.

لا توجدُ عقباتٌ حقيقيةٌ تحول دون الحرية إذَا ما توافرت الإرادَة وكان الناس حريصين على العمل معًا لمواجهة حالة الدونية والاستبداد والتصدي للظلم والقمع.

‏إن فقدانَ الشعوبَ بفقدانهم للإرادَة والحرية يحرمون أنفسهم من حقوقهم ومن عزة النفس.

‏وبالطبع هذه الحالة كمرض خبيث تنعكس على الشخصية وتدمّـرها تدميرًا كاملاً لتحل بدلًا عنها الشخصيةُ المغلوبة والمنهوبة والمحرومة من الكرامة الإنسانية؛ ما يترتب على ذلك الوصول إلى أدنى مراتب الخضوع والاستسلام، وبالتالي الانجراف نحو مربع الاحتلال والهوان، حَيثُ تنحرفُ الرؤيةُ الطموحةُ للمستقبل إلى الوراء، وتحول العين إلى حقول الدمار والفوضى، وتتحول المناخاتُ الاجتماعية والاقتصادية إلى جحيم يحكم فيه المحتلّون.

‏في وقتنا الحالي، تستردُ الشعوبُ حقوقَها المسلوبة بالإرادَة الحرة والنضال. فعلى سبيل المثال تشهدُ اليمن حَـاليًّا نضالاً شجاعاً يترأسُه الأنصارُ الذين يناضلون؛ لأجل إعادة الحقوق المسلوبة وتحرير بلادهم من عدوان قوى التحالف. ‏وهذا النضال يجسدُ حقيقةَ أنَّ الإنسان طالما كان حُرًّا، فَــإنَّ الأرض ستتحرّرُ وتعودُ الإمْكَانيات وتستعاد الحقوق. وهو يؤكّـده الواقعُ الملموسُ في اليمن والذي يجسّد قيمةَ الحرية، وما لها من أهميّة كبيرة في الحياة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com