أولادنا.. إمَّا إلى (صراط الله) أو تيههم في سبل متفرقة..بقلم/ حسن محمد طه *

 

نحن الآباءَ (جميعَنا) مَن نتحمَّلُ مسؤوليةَ الانحراف الذي قد يقعُ فيه أبناؤنا في حال أهملنا وتجاهلنا الفرص المتاحة أمامنا والنعمة العظيمة التي هيأها الله لنا وهي نعمة (المنهج والقيادة).

لا ينبغي أن نتجاهل الجهود الكبيرة التي يبذلها قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- في التوجيه والمتابعة لرئيس الجمهورية والحكومة ومختلف مؤسّسات الدولة وكذلك رعايته ودعمه المباشر وتعليماته اليومية لتسهيل كُـلّ المعوقات أمام تشغيل وإدارة الدورات والمراكز الصيفية لأبنائنا الطلاب بمختلف مستوياتهم الدراسية والتي استنفرت الدولة بمختلف مستوياتها وفي مقدمتها ثلاث وزارت (وزارة التربية والتعليم، ووزارة الشباب والرياضة، ووزارة الإرشاد)؛ مِن أجل نجاحها من خلال استيعاب أبنائنا في مختلف الأنشطة الصيفية (المراكز المغلقة والنموذجية والمفتوحة) لتتناسب مع وضعية وظروف الطالب وأسرته.

ولم تبقَ أمامنا أية مسؤولية سوى الأخذ بأيدي الأبناء إلى المراكز التي تتناسب مع مستوياتهم الدراسية وفئاتهم العمرية، ولا يقتصر دورنا على ذلك فقط، بل علينا جميعاً (علماء، ومسؤولين، وخطباء، وإعلاميين، ووجهاء، ونخب سياسية، ومشايخ، وقيادات مجتمعية، وتربويين) علينا نشر الوعي في أوساط المجتمع في المدينة والريف بأهميّة الالتحاق بالمراكز الصيفية لما لها من دورٍ إيجابي كبير في تحصين جيلنا بالعلم والمعرفة والوعي واكتشاف وتنمية المواهب وتصحيح المفاهيم والثقافات المغلوطة وترسيخ الهُــوِيَّة الإيمانية ليكون جيلاً متسلحاً بالوعي والبصيرة، محافظاً قادراً على شق طريقه للمستقبل الذي يخدم مجتمعه وأمته.

بحيث لا يستطيع أعداؤنا اختراقَ هذا الجيل مهما تنوعت طرق وأساليب العدوّ التي تستهدف أبناء الأُمَّــة الإسلامية وبالذات جيل الطفولة ومن هم في سن المراهقة والشباب من خلال نشر الانفتاح والرذيلة عبر وسائلهم الإعلامية (الفضائيات ومواقع الدعارة ومواقع التواصل الاجتماعي) التي تعمل على استقطاب الشباب تحت عناوين التعارف وتبادل المعلومات والاطلاع على ثقافات الشعوب والحداثة والعلمانية وكلها وسائل تعمل على مسخ الشباب المؤمن وسلخهم عن دينهم وهُــوِيَّتهم الإيمانية والقيم النبيلة المنسجمة مع الفطرة الإنسانية.

وذلك؛ مِن أجل أهدافٍ كبيرة جِـدًّا لا يمكن أن تتحقّق إلا إذَا تمكّنوا من التحكم بالعقول والأفكار حتى تصبح المجتمعات تفكر وتعمل وتقرّر بعقلية اليهودي والصهيوني والنصراني، حينها لا يوجد أي عائق أمام تحقيق أهداف الأعداء ومشاريعهم الاستعمارية وأطماعهم الشيطانية؛ لأن الأُمَّــة أصبحت بمعزل عن الرعاية الإلهية ولا يوجد بينها وبين الله أي ارتباط ولا تتوفر لديها عوامل التأييد وأسباب النصر ولم تعد (خير أُمَّـة).

ومن الواجب علينا أَيْـضاً مواكبة الأحداث ومواجهة الحملات الإعلامية المسعورة للقنوات التابعة للمنافقين والعملاء والناعقين الحاقدين على مختلف منصات التواصل الاجتماعي وكذلك أقلام المأجورين من المرتزِقة والعملاء والمنافقين على المستوى الداخلي والخارجي، والتي تعمل على التحريض على المراكز الصيفية والتشويه بالأهداف النبيلة التي تحملها ومحاولة تغيير الحقائق من خلال حملاتهم التي فشلت بفضل وعي مجتمعنا المحصن بالثقافة القرآنية، والذي يلمس فوائد المراكز الصيفية على الواقع من خلال الاطلاع المباشر على المناهج والأنشطة التي يتلقاها أبنائنا في مختلف المراكز أثناء الزيارات الرسمية والمجتمعية المتواصلة بشكلٍ يومي منذ افتتاح المراكز في منتصف شوال وحتى الاحتفال باختتام الأنشطة الصيفية بداية شهر ذي الحجّـة من كُـلّ عام.

ولندرك جميعاً بأن الحملات التحريضية التي يمولها الأعداء من الأعراب المنافقين واللوبي الصهيوني إنما هي دليل على صوابية هذا العمل ومدى انزعَـاج وتضرر اليهود والنصارى والمنافقين من تحصين الجيل بالعلم والإيمان وعدم رضاهم عن هذا التوجّـه الذي لا يخدمهم؛ لأَنَّه يعود علينا وعلى أبنائنا بالخير والفائدة.

وهم لا يريدون لنا الخير دائماً، فقد أكّـد لنا ذلك الله سبحانه وتعالى في قوله: ((مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أهل الْكِتَابِ وَلَا الْـمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ))، وقوله تعالى: ((وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْـمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ)).

* عضو مجلس الشورى

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com