الدوراتُ الصيفية.. الخيارُ الأمثل..بقلم/ أمين الشريف

 

يعمل الكيان الصهيوني بكل قوة خلال العطلة الصيفية لفتح مراكز صيفية لتدريب الأطفال الإسرائيليين على كيفية استخدام السلاح للدفاع عن نفسه من العرب المجرمين، وكذلك زرع الحقد والضغينة في قلوب الأطفال اليهود ضد العرب والمسلمين وكيف يمكن أن ينجح الطفل الإسرائيلي في قتل عربي عندما يكبر، وزرع العقيدة اليهودية في قلوب الأطفال وكيف أن الله اختارهم لكي يحكموا العالم وكيف يستطيعون تحويل العرب إلى عبيد وخدم لهم، بالإضافة إلى تعليمهم أنواع العلوم المختلفة، كُـلّ ذلك يحدث بينما يغط العرب والمسلمين في النوم وأطفالهم تتقاذفهم الشوارع والملاهي خلال العطلة الصيفية، ليس ذلك فحسب بل قام اليهود بغزو أفكار الأطفال العرب من خلال توفير أدوات الإلهاء من إنترنت وشبكات التواصل والسوشل ميديا، ومن خلالها يعرضون المواد الفكرية الخبيثة التي تحبط الطفل العربي والمسلم ويصبح شغوفاً بها وكل ذلك؛ مِن أجل بناء جيل عربي ومسلم بعيدًا عن دينه وثقافته القرآنية وبما يخلق جيلاً منحطاً مسلَّماً أمره للطغاة والمجرمين من الحكام العملاء للصهيونية العالمية، يساعد اليهود في ذلك حكومات التطبيع والذل والعار التي يهمها في المقام الأول الحفاظ على سلطتها.

ولأن سلطة المجرمين والطغاة وعملاء اليهود لا يمكن أن تستمر إلَّا بوجود جيل بعيد عن الدين والقرآن ومنشغل بالذات وهمه الدنيا ومصالحها، جيل خائف مذعور من بطش أعداء الله من اليهود والنصارى متودد لهم، جيل منشغل بالملذات الدنيوية ومتعود على المواد الثقافية الخبيثة التي تخبث معها نفسيته، فَــإنَّ هذه الحكومات توفر للأطفال كُـلّ وسائل الانحراف عن الدين من الملاهي والحدائق ووسائل التواصل الاجتماعي التي تسبب إدمان هذا الجيل عليها، وبهذا تأمن الحكومات الظالمة والمجرمة على نفسها من وجود جيل متسلح بالقرآن يمكن أن يعكر صفوها ويخرب علاقتها مع اليهود والنصارى.

وعندما أتت الدورات الصيفية في اليمن لتنقل اليمن من براثن الهيمنة الغربية والصهيونية إلى التمسك بالدين الإسلامي الحنيف، من خلال إقامة دورات صيفية للأطفال والشباب هدفها تحقيق أحد الأمرين: الأول: تحصين الأطفال والطلاب من الثقافات المغلوطة وإبعاده عن وسائل الانحراف، أَو الانجرار وراء المواد الثقافية التي تبث من الغرب لزرع الفساد في قلوب الجيل الناشئ، والثاني: هو زرع جيل متسلح بالثقافة القرآنية التي تشده إلى الله ومعرفة الثقة بالله والتوكل عليه وكيفية مواجهة أعداء الله والإنسانية من اليهود والنصارى وفي مقدمتهم أمريكا وإسرائيل، بالإضافة إلى تعليمهم عدد من العلوم والمعارف النافعة التي تنمي إبداعاتهم وأفكارهم مما يساعد على نهوض الأُمَّــة في جميع المجالات، وفوق هذا كله تحصين الجيل من الثقافات المغلوطة، وتعريفهم بالعدوّ الحقيقي للدين والأمة.

الغريب العجيب في الأمر أن المنافقين وشذاذ الآفاق من المنحطين والعملاء لليهود نراهم يقدحون في الدورات الصيفية التي يقيمها اليمنيون ويعملون بكل جهد؛ مِن أجل تخويف الناس من الدفع بأبنائهم للالتحاق بهذه الدورات الصيفية، تارة باسم الطائفية، وتارةً باسم الثقافة المغلوطة، وتارةً باسم الحرب، وأن هؤلاء الأطفال والشباب سيتم الدفع بهم للجبهات بعد الدورة، ليس هذا فقط بل عملوا في الآونة الأخيرة على إقامة دورات صيفية في المناطق المحتلّة مضادة لتلك التي في المناطق المحرّرة وهدفها الأَسَاسي هو زرع الحقد في قلوب الأطفال على إخوانهم من المسلمين وبث روح الكراهية ضد أنصار الله وتسميم عقول الأطفال بثقافات منحرفة عن المنهج الإسلامي الصحيح وزرع عدو جديد في عقول الأطفال ليس العدوّ الحقيقي اليهود والنصارى، بالإضافة إلى ذلك لم نرَ لهم أي موقف ضد الدورات الصيفية التي يقيمها الكيان الصهيوني والتي تغرس في قلوب أطفاله العداوة للعرب والمسلمين وهذا دليل على عمالتهم لليهود.

فما الذي يريده هؤلاء المنافقون منا؟! هل يريدوننا أن نترك أطفالنا وشبابنا للتسكع في الشوارع والملاهي؟ هل يريدونا نتركهم لمقابلة التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي وتلقي المواد الثقافية الخبيثة المفسدة؟ هل يريدونا نتركهم لتلقي الثقافات المغلوطة والأفكار الإرهابية من قبل المذاهب المختلفة كالسلفية مثلاً؟ هل يريدونا أن نترك جيلنا للضياع؟ أم أن علينا أن نحصنه من ذلك!!

إن واجبنا تجاه أبنائنا هو تحصينهم من الثقافات المغلوطة وزرع الثقافة القرآنية في نفوسهم وتعليمهم الدين الإسلامي الصحيح وتعريفهم بالعدوّ الحقيقي للأُمَّـة، وكذلك إكسابهم الخبرات في العلوم والمجالات المختلفة التي تنهض بالأمة وتحصنها من أعدائها؛ لذلك فَــإنَّ الدورات الصيفية هي الخيار الأمثل لتحصين أبنائنا وتعليمهم ذلك.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com