القبيلة اليمنية.. أدوارٌ ومواقف..بقلم/ محمد صالح حاتم

 

تعد القبيلة النواة الأولى في تكوين المجتمع اليمني والدول والحضارات اليمنية المتعاقبة التي حكمت اليمن منذ أن خلق الله البشر.

ولها مواقف وأدوار دينية ووطنية كبيرة في حَـلّ المشاكل ولم الصف وتوحيد الكلمة ونشر الدين الإسلامي والقيم الدينية.

فعلى مرّ العصور كانت القبيلة اليمنية حاضرة في كُـلّ المراحل التي مرت بها اليمن، وكانت مشاركة وحاضرة في بناء وتأسيس الدولة الإسلامية بقيادة الرسول محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-، وذلك من خلال الوفود القبلية اليمنية التي كانت تتوافد على الرسول-صلى الله عليه وآله وسلم- إلى المدينة المنورة عاصمة الدولة الإسلامية، ومشاركتها في الدفاع عليها، ونشر الدين الإسلامي إلى مشارق الأرض ومغاربها.

وظلت القبيلة اليمنية وفية مدافعة ومناصرة للإسلام والمسلمين، واستمرت في دفاعها عن الأرض والعرض وكانت لها أدوار في ثورات اليمن الحديثة خلال القرن العشرين، وحافظت القبيلة اليمنية على مكانتها وأدوارها في الدفاع والبناء، وكانت الصخرة الصماء التي تتحطم عليها كُـلّ المؤامرات الخارجية، وكانت هي المبادرة للتصدي للمشاريع الخارجية، والوقوف ضدها وإفشالها، وعملت القبيلة على توحيد الصف وجمع الكلمة وحماية الوحدة، ومنع تمزيق الجسد اليمني الواحد.

وعلمت على جمع السياسيين الذين اختلفوا وكادوا يضحون باليمن؛ مِن أجل أهدافهم وبرامجهم السياسية، فكان حضورها وكلمتها هو الفيصل والحكم في الخصومات والخلافات السياسية.

رغم ما تعرضت له القبيلة اليمنية من استهداف ممنهج ومدروس خلال العقود الأخيرة والتي حاول أعداؤها إلحاق تهمة التخلف والأمية وانتشار الأمراض، وتردي الأوضاع الاقتصادية في البلد بالقبيلة وأنها سبب كُـلّ ذلك وأنها سبب زعزعة الأمن والاستقرار من خلال القتل والثارات والاختطافات والتقطعات القبلية التي كانت تحدث بين أبناء القبائل بين الفينة والأُخرى؛ والتي للأسف الشديد كان كُـلّ ذلك بتخطيط وتمويل منظم وتسهيل من قيادات في الدولة تنفيذاً لمخطّطات ومشاريع خارجية.

ولكن كُـلّ ذلك فشل أمام قيم وعادات وأسلاف القبيلة اليمنية، والتي أثبتت أنها مع الوطن ومع استقلاله وحريته وكرامته، وهذا ما حدث عندما بدأ العدوان على اليمن في 26 مارس 2015م، فقد وقفت القبيلة مدافعة عن اليمن ورافضة لمشاريع الأعداء.

فكان حضور القبيلة اليمنية قوياً من خلال رفد الجبهات بالرجال والمال والسلاح، فقد دفعت بفلذات أكبادها دفاعاً عن اليمن من جميع محافظات اليمن دون استثناء ومن جميع قبائل اليمن دون تفريق.

وما توافد أبناء قبائل محافظة أبين إلى عاصمة اليمن صنعاء مطالبين بإطلاق سراح اللواء فيصل رجب الذي تنكر له وتجاهله من يدعون أنهم الحكومة الشرعية لليمن، إلا دليل على مكانة القبيلة اليمنية، دورها في توحيد الصف وجمع الكلمة ونبذ الفرقة، ورفض للمشاريع التآمرية الخارجية، وانتصاراً للوحدة اليمنية وفشل مشروع الأعداء الذين سعوا خلال سنوات العدوان الثماني إلى تمزيق الجسد اليمني وتفتيت المجتمع اليمني الكبير.

فالقبيلة اليمنية كانت وما زالت وستظل الصخرة الصماء التي تتحطم عليها كُـلّ المؤامرات وتفشل أمامها كُـلّ المخطّطات والمشاريع التي تسعى للنيل من اليمن الأرض والإنسان.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com