الشهيد الشيخ خضر عدنان.. أيقونة معارك انتزاع الحرية في سطور

 

المسيرة | متابعة خَاصَّة

استُشهد الأسير الشيخ خضر عدنان عن عمر يناهز 44 عاماً بعدما خاض معركة إضراب عن الطعام استمرت 87 يوماً رفضاً لاعتقاله، إذ احتجز على مدار الفترة الماضية في زنزانة في عيادة سجن الرملة.

في زنزانة ضيقة في مستشفى الرملة، رقد الأسير عدنان في حالة صحية صعبة رغم 87 يوماً من معركة أمعاء خاوية قاسية، كانت زوجته تنتقل خلالها من محافظة إلى أُخرى، ومن فعالية إلى لقاء، ومن إذاعة إلى تلفزة أَو أي وسيلة إعلام، لتسلط الضوء على معاناة زوجها وتنقل إلى الرأي العام تطورات إضرابه.

شرع عدنان في إضرابه منذ اللحظة الأولى لاعتقاله في 5 شباط/ فبراير الماضي، عندما دهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزله في مخيم جنين.

قبيل فجر 5 شباط/ فبراير الماضي، اقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلة عدنان لتعتقله وتحاول إهانته أمام أبنائه الأطفال التسعة (5 ذكور و4 إناث، أكبرهم 14 عاماً، وأصغرهم أقل من عامين).

وأكّـدت زوجة الأسير أنّ زوجها أبلغ ضابطاً بأنّه “مضرب عن الطعام والشراب والكلام” منذ اللحظة الأولى لاعتقاله.

وبمجموع سنوات يقارب 9 سنوات، اعتقلت قوات الاحتلال خضر عدنان 12 مرة حتى الآن، غالبيتها بأوامر اعتقال إداري، وفق زوجته، إلى جانب معاناته من الاعتقال السياسي لدى أجهزة السلطة ضمن سياسة الباب الدوار.

خاض خضر عدنان بإرادَة قوية الإضراب تلو الآخر لينتزع حريته ويوصل رسالة: “لا تقبل الجدل للمحتلّ، لن نسلم بقراراتك الفاشية، وسننتزع حريتنا مهما كانت التضحيات”.

في المحطة الأولى لمعركة الأمعاء الخاوية بدأها خضر عدنان مع مجموعة من المعتقلين من قطاع غزة عام 2005م، وفق زوجته، واستمرت 25 يوماً ضد عزله انفراديّاً، وكان لهم ما طلبوا.

وتضيف: “خاض نهاية عام 2011م, وبداية عام 2012م, معركته الثانية بإضرابه الشهير الذي استمر 66 يوماً ضد اعتقاله الإداري، وتمكّن فيه من انتزاع قرار بالإفراج عنه”.

أمّا عام 2015م, فكانت المحطة الثالثة بإضراب ضد الاعتقال الإداري استمر 58 يوماً, وعام 2018م، خاض إضراباً جديدًا مدته 54 يوماً, وعام 2021م، خاض إضراباً استمر 25 يوماً، وخرج بعدها بـ5 أَيَّـام، وكان يخوض في الآونة الأخيرة إضرابه السادس منذ 5 شباط/ فبراير الماضي.

ولد خضر عدنان موسى في 24 آذار/ مارس 1978مو في بلدة عرابة في جنين, وأنهى مرحلتي الدراسة الأَسَاسية والثانوية العامة في مسقط رأسه عرابة، واجتاز المرحلة الثانوية بتقدير جيد جِـدًّا عام 1996، والتحق بجامعة بيرزيت في مدينة رام الله، وحصل عام 2001م, على درجة البكالوريوس في الرياضيات الاقتصادية، ثمّ التحق ببرنامج الماجستير في تخصص الاقتصاد في الجامعة نفسها.

مبكراً، بدأ خضر عدنان حياته السياسية منتمياً إلى حركة الجهاد الإسلامي, وكان أول اعتقال له من السلطة الفلسطينية بتهمة التحريض على رشق رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان بالحجارة لدى زيارته جامعة بيرزيت عام 1998م, أمضى في الاعتقال 10 أَيَّـام مضرباً عن الطعام.

اعتقلته سلطات الاحتلال الصهيوني أثناء الدراسة الجامعية، وأمضى في الاعتقال الإداري 4 أشهر، ثمّ اعتقل مرة أُخرى لمدة عام.

واعتقل مرة أُخرى لدى السلطة الفلسطينية في تشرين الأول/ أُكتوبر 2010م، وأمضى 12 يوماً في السجن أضرب خلالها عن الطعام.

كان أشهر اعتقال بالنسبة إلى عدنان في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2011م، وهو الذي خاض فيه أشهر وأطول إضراب فردي عن الطعام في السجون الإسرائيلية احتجاجاً على اعتقاله الإداري من دون تهمة, وقد استمر الإضراب 65 يوماً، ثمّ انتهى بتحقيق مطلب الإفراج عنه في 17 نيسان/ أبريل 2012م.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي استشهاد القائد الأسير خضر عدنان داخل سجون الاحتلال الصهيوني.

وقالت حركة الجهاد: “في مسيرتنا الطويلة نحو القدس، سنفقد الكثير من الرجال الشجعان والكثير من القادة والمقاتلين. القائد المجاهد خضر عدنان كان واحداً من الذين فتحوا طريقاً عريضاً لكل الذين ينشدون الحرية في فلسطين والعالم”.

يأتي استشهاد خضر عدنان، المضرب عن الطعام منذ نحو 3 أشهر احتجاجاً على اعتقاله، بعد يومين من رفض المحكمة “الإسرائيلية” العسكرية في سجن عوفر الإفراج عنه، على الرغم من حالته الصحية التي وصلت إلى مرحلة حرجة جِـدًّا في حينها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com