دوراتٌ وأنشطةٌ صيفية لتنشئة أجيال قُرآنية..بقلم/ خـديــجة المرّي

 

يقول الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في مُحكم كتابه: «اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأكرم، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَـم، عَلَّمَ الْإنسان مَا لَـمْ يَعْلَـمْ».

الشعب اليمني وكما هي عادته من كُـلّ عام يُدشّـن الدورات والأنشطة الصيفية، وقد بدأ هذا التدشينُ في العديد من المُحافظات والعُزل، والمُديريات؛ فلا تُكاد تخلو منطقة من هذه المدارس العظيمة، والتي من خِلالها يتم تنشئة الأجيال والغرس فيهم مبادئ وقيم وأخلاق الإسلام السامية، وتربيتهم التربية الإيمانية، وتقديم المعارف النافعة التي تُقدم بِشكل صحيح مفاهيم الإسلام، كما تحدث بِذلك السيد القائد-حفظه الله-.

ونظراً لِما لِهذه الدورات من أهميّة كبرى لتعليم وتنشئة أجيالنا، واكتسابهم الخبرات والمهارات الراقية، التي لطالما لم يصلوا إليها، وتثقيفهم بالثقافة القرآنية الصحيحة، بعيدًا عن تلك الثقافة المغلُوطة التي أراد العدوّ أنّ يُثقفهم بِها، وجرهم إلى مستنقع الرذيلة والضلال والضياع، واللهو واللعب في الشوارع وغيرها… إلخ، أَو يُصبحوا لقمة سائغة بيدهم يتحكمون بِهم كيف ما يشاؤون ويُريدون، فالأعداء يُغتاظون من هذا الجيل القرآني الناشئ ويعملون كُـلّ ما بوسعهم على مستوى التزييف والضلال لهُ، كما يقومون بِهجمات رهيبة جِـدًّا تجاه الإسلام والمسلمين في كُـلّ زمان ومكان، كما هو حال الأعداء في أساليبهم الشيطانية ووسائلهم العدائية ضد شعبنا، حَيثُ وقد فشلوا في الحُروب العسكرية والاقتصادية والسياسية، فاتجهوا لِغزو شبابنا وشباتنا من خلال “حربهم الناعمة” والتي هي أشدُّ فتكاً من الحرب العسكرية بِما تعنيه الكلمة.

وقد ظن الأعداء بهجماتهم الشديدة على جيلنا الناشئ السيطرة عليه وتجريده من قيم الدين ومكارم الأخلاق، ناهيك عن ضياعه وإفساده، ولكنها فشلت كُـلّ مخطّطاتهم وخير شاهدٍ ودليل على ذلك عندما يُشاهدون تلك الدورات والأنشطة الصيفية تقام فيُغيظهم ذلك، ويبدأ إعلامهم بِترويج حملات إعلامية رهيبة “بأن الحوثيين يُجنّدون الأطفال”، ونشحنهم للجهاد والنضال، فما إن تفتح قنوات العدوّ إلَّا وهي تضج بأخبار المراكز الصيفية وهذا إنّ دل على شيء فَــإنَّما يدل على أنّ هذه الدورات تُمثل الفشل الأكبر والذريع لتحالف العدوان في السيطرة على شعبنا وعلى أجيالنا.

فهذه الدورات والمدارس يتم فيها التثقيف بِثقافة القرآن الكريم، وتعليمه أساليب القراءة والنطق، وإتقان اللغة، وتدريبه على الإلقاء، ممّا يُزيد من وعي الطالب، واكتسابه الوعي والبصيرة، وتزكية وتهذيب نفسه، وارتقائه إلى الأفضل ليكون دعامةً لنهضة شعبه، وأن يكون جيلاً راقياً في أخلاقه واهتماماته كما أكّـد بذلك السيد القائد، فعلى الطلاب أن يستغلوا هذا الدورات ويُنموا من قدراتهم ومعرفتهم وعلمهم، لِقوله تعالى: «وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْـمًا».

فالمراكز الصيفية هي محطة تربوية بِحد ذاتها، يستقي وينهل منها الأجيال المعرفة الحقيقة بالله تعالى، والتزود من تعاليم ومبادئ الإيمان النبيلة والسامية، وتدفعهم إلى حُبّ الجهاد والعمل في سبيل الله، بانطلاقة جادة، ورغبة إيمانية صادقة، كما إنها تُمثل وتُعتبر الحصن الحصين للشباب من تيارات الانحرافات، وتُعزز فيهم حُب الله ورسوله، وأعلام دينه، كما تُربي نفسياتهم على مُواجهة الكفر والطاغوت، وعدم العصيان والمُخالفة لِتوجيهات الله تعالى.

فعلى جميع الآباء والأُمهات الدفع بأبنائهم وبناتهم إلى هذه الدورات والمراكز الصيفية ليكونوا ركزة ولبنة أَسَاسية في المجتمع، وعلى المُجتمع نفسه التعاون والإسهام في نجاح هذه الدورات، وتُوفير كلما يحتاجه القائمون عليها، كما يجب على الجميع التشجيع والدعم المعنوي والمادي لجميع الطُلاب والطالبات، والذي سيكون له الأثر الكبير في المُستقبل وستكون ثمرته عظيمة، والأجر كبير ومضاعَف عند الله عز وجل.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com