(اليهود) ومقاماتُ التحذير منهم في السياق القرآني وفق خطاب السيد القائد..بقلم/ منتصر الجلي

 

نقفُ بُرهةً مع آيات الكتاب المبين “القرآن الكريم”، بشكل يدعو للتأمل والنظر، حول الأُمَّــة وعلاقتها بمختلف المجتمعات الأُخرى من حولها، سواءً المشركين أَو اليهود، في حين كانت الطائفة اليهودية أكثرَ تحذيراً منها، في مقام الحديث عنهم على أسطر الآيات بمختلف الأساليب القرآنية، كما وضحها سماحة السيد القائد في محاضرتي الأمس واليوم، انطلاقاً من قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِـمُون) آل عمران- 102.

جاء تركيزُ السيد القائد-يحفظه الله- حول قوله (اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ) في توضيح وتبيين لأهميّة التقوى لتحقيق غايات كثيرة، وأُسلُـوب القرآن في بيان مقامات التقوى، والتحقيق تأكيداً عليها في سياق عرض الآيات حول اليهود، وكيفية التعامل معهم على قاعدة العداء، لا العكس؛ فالتعبير القرآني خلال عملية العرض للآيات المباركة أبرز وبشكلٍ جليِّ نتائج تلك الموالاة التي إن حصلت من جانب المؤمنين تجاه اليهود، وخطرها على الإنسان المسلم والرسالة الإلهية.

عمدت كُتُبُ التفاسير للعرض الموضوعي طيلة قرون خلت، أَو ما جاء منها حديثاً من العقود الماضية، في عرضٍ للآيات ذات الصلة باليهود عرضاً مجزئاً لا يعطي المقام النفسي التواصلي حقه، من تحقيق غاية الردع والزجر، مما أوصل أبناء الأُمَّــة للانزياح الثقافي والتبعية ذات البعد السياسي “التطبيع” مع حركة اليهود في الواقع، بعيدًا عن الشد الفني الذي استخدمه التعبير القرآني في جميع الآيات التي أوضحت ملامح اليهود في خطورتهم، نفسياتهم، أعمالهم، أمنياتهم، حقدهم، ما يودون، وما يكرهون، وسبل المواجهة لهم، كانت هذه عوامل غيبت عن النخبة العربية وعلمائها وأبنائها، غياب نتج عنه الوصول السياسي، لحكومات بلدانهم من قبل اليهود، والسيطرة ذات التحكم الاقتصادي، والرواج الإعلامي، وتغيير ملامح التعليم والهُــوِيّة، مع طمس الأخلاق على مستوى المجتمع البشري.

من خلال ما قدمه السيد القائد نجد لغة القرآن تحقّق غايتها ومقامها التخاطبي، في إرشاد، وتوجيه، وتبيين، وتوضيح، تلك الفئة الخطرة والتي تشكلت نتيجة عوامل ضعف في الساحة الإسلامية إلى غدة سرطانية في خاصرة الأُمَّــة، من فلسطين.

بالعودة للسياق القرآني عبر تلك الآيات نجد تحريك الجانب النفسي (ما يود) والجانب الواقعي (لتجدن) والتحذير من طاعتهم (إن تطيعوا) والعديد من علامات الشد الذهني والنفسي والأثر ذات البعد الملموس، في بث الحواس المدركة جميعها للتعرف على اليهود وخطرهم.

نجد العموميات وأساليب التعميم حاضرة في السياق، وأن المولى عز وجل لم يستثنِ طائفة من اليهود دون أُخرى؛ فالعملية اليهودية بلغ واقعُها لنُكران حاكمية الله وشرائعه، وقتل الأنبياء، والفسق، وغير من الجرائم، وإسقاطاً على واقعنا المعاصر، حصل ذات الأمر حين استحكم اليهودي على مفاصل العالم فساداً مالياً، ومعرفياً، وصناعياً، وعسكريًّا، وإنسانياً، واتخذوا أُطُرًا لا يمكن لغيرهم تجاوزها في حين أنه ممكنٌ لهم ذلك.

لذا كانت أساليب التقريع لهم أشدَّ، والتحذير منهم أكثر، لعلمه سبحانه بما عليه تلك النفسية الخبيثة، فعمل على تقديم تقرير مفصل حولهم للمسلمين في شتى سور القرآن وبمختلف أنواع خطاب نصحاً وتنكيراً، ووعداً.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com