يوم القدس العالمي.. نقلةٌ عظيمةٌ في وعي المسلمين..بقلم/ محمد سعيد المُقبِلي

 

“يوم القدس العالمي” شكّل نقلةً عظيمةً في وعي وفكر وثقافة الشعب الفلسطيني خَاصَّةً، وشعوب الأُمَّــة عامةً.

“يوم القدس العالمي” أحيا روحَ الجهاد، والعزة، والإباء لدى الفلسطينيين؛ لنزع ستارِ الذُّل والهوان والاستسلام، والتفرج بأيادٍ مكتوفة على ما يفعله العدوّ دون تحريك أي ساكن!

بعث فيهم حُبَّ الشهادة في سبيل الله، والاستبسال، بعد أن حاول علماءُ السوء، الذين لطالما خدموا اليهود بكل اجتهاد؛ لكي يضربوا هذه الأُمَّــة، ويدجّنوها لأعدائها، وينزعوا عنها روحية الجهاد، ويجعلوها أُمَّـةً أشبهَ بـ(الدجاج) ليس بيدها حيلةٌ للدفاع عن نفسها سوى الهروب والصراخ والاستسلام.

منذ بدء إحياء يوم القدس العالمي كنا نرى الشعب الفلسطيني ليس بيده سوى الحجارة؛ ليواجِهَ بها العدوُّ الصهيوني على مدى أعوام طويلة، ونرى أُولئك الزعماء العرب الأشدَّ نفاقاً يتفرَّجون بكل أريحية وبرودة ويهتفون بصوتٍ خافت: “أطفال الحجارة”؛ كي لا ينزعج الصهيوني!

ظل الوضع هكذا سنين طويلة وأزمنة مديدة، في ظل خُذلان ونسيان وانحطاط عربي مخزٍ، إلى أن أتى يومُ القدس العالمي، وأتى معه الفرج، وتحَرّك الفلسطينيون لإعلان الجهاد، ورفض الذل والاضطهاد، واستبدال “الحجارة” بالعتاد، ووضْع الأصبع على الزناد، فأصبحوا قوةً مسلحة بسلاح الإيمان إلى جانبه العتاد، وأصبحوا يشكّلون عامل ردع وتهديد قوي هز أركانَ الكيان الصهيوني الهش، وأصبحوا ينفّذون الإغارةَ تلوَ الإغارة، والمباغتة تلو المباغتة؛ حتى جعلوا الكيان الصهيوني يعيشُ حالةَ القلق والهلع واليقين بأنه قريباً إلى الزوال.

فيوم القدس العالمي هو: تذكيرٌ لكل عربي نسي قضيتَه وعروبته ودينَه وأولى قبلتيه، وخذلها وتغافَلَ عنها، وتنصل عن مسؤوليته تجاهها، وباعها مقابل عَرَضٍ من الدنيا قليل؛ ليرى ويتذكّر كيف أن الله -سبحانه وتعالى- يستبدلُ ويأتي بمَن هو أفضلُ وأجدرُ بتحمل المسؤولية، وأن اللهَ غنيٌّ عنهم، ولا يعجزُه خُذلانُ مَن خذل، ولله جنودُ السموات والأرض.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com