عرسُ النصر اليمني..بقلم/ هدى الشامي

 

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.

حدثٌ عظيمٌ جِـدًّا في يوم عند الله قد يكون أفضلَ من ألف شهر في شهرِنا الفضيل، حدثٌ جليلٌ لا كلماتٌ تستطيع وصفه، ولا شاعر بإمْكَانه نظم أبياته؛ لأَنَّه يوم فاضت فيه المشاعر كأنها شلال يتدفق من أعالي الجبال إلى وديان يسودها الخضرة الغامرة بعد جهد جهيد قام به فريقنا المفاوض وعلى رأسهم الأُستاذ محمد عبد السلام وبدعم من قيادتنا الحكيمة في صنعاء وبوساطة عمانية من إقناع للطرف الآخر، بل إخضاعه لحوار العقل والمنطق والقبول بالأمر الواقع، وبالفعل تم الإعلان عن مبادرة تبادل الأسرى من الطرفين، وحان وقت التبادل؛ فما أجملَه من شعور!

حين حطت الطائرة رحالها وجميع من في المطار عالقةٌ أعينهم إلى سُلَّمِ الطائرة، ينتظرون وصولَ أناس أقل ما يقال عنهم: (رجال الرجال وحامين الديار)، وما إن نزل فوجُهم الواحدَ تلو الآخر فردًا فرداً رافعين رؤوسَهم إلى عنان السماء وقد مد لهم السجَّاد الأحمر وكأنهم ملوك آخر الزمان، وفي استقبالهم الأهل والمحبون والهرم السياسي للدولة، ابتداءً من فخامة الرئيس مهدي المشاط، ورئيس الوزراء الأُستاذ عبد العزيز بن حبتور، وعضو المجلس السياسي الأخ محمد علي الحوثي، إلى أصغر مسؤول في حكومتنا الرائدة، تم استقبالهم في ظهر يوم الجمعة، من شهر رمضان المبارك وكما يعلم الجميع بأنه يوم إجازة للمسلمين، ورغم ذلك لم يتوانَ أَو يتقاعس أحد عن استقبال هؤلاء الشجعان البواسل، قامت اللجنة المنظمة وعملت على إعداد استقبال مهيب، وكما هو معهودٌ منّا -نحن اليمنيين- عند الأفراح أن تقرعَ الطبول وَيتفاعل الناس بالرقصات الشعبيّة والبرع، وتم رَشُّ الأسرى بالفل وكأننا في استقبال عريس ليلة زفافه، وما أجملَها من فرحة غمرت قلوبَ أهالي الأسرى، فاليوم سينام الأب بجوار أبنائه، والابن بجوار والديه.

رأينا توافد الأعداد الهائلة من أهالي الأسرى ومحبيهم؛ فعادت بي الذاكرةُ إلى ذكرى وصول الرسول -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- إلى المدينة المنورة يوم الهجرة النبوية، وكيف استقبله الأنصار حينها، هؤلاء هم أنفسهم اليمنيون مع اختلاف الزمان والمكان والحدث، وكم كان الموقف رائعًا من الأهالي والعواطف جياشة، والفرحة غامرة فلم تدع لأي قلم أَو كاتب أن يحكيها، بل تحدث الحدث عن نفسه؛ فهنيئًا لقادتنا بالشعب وهنيئًا لشعبنا بقادته.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com