المشهدُ الفلسطيني من (11 رمضان إلى 17 رمضان)

 

المسيرة | متابعات

شهدت أَيَّـامُ الأسبوع الفائت, مزيداً من الانتهاكات والجرائم الصهيونية بحق أبناء الشعب الفلسطيني، حَيثُ استشهد ثلاثة فلسطينيين، وأُصيب 76 مواطنًا، بينهم طفلان، فضلاً عن إصابة العشرات بحالات اختناق ورضوض، في اعتداءات لقوات الاحتلال الصهيوني في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلّة.

في التفاصيل: استشهد في 12 رمضان 1444هـ, الشابان محمد ناصر سعيد، 21 عاماً، ومحمد مصطفى علي أبو بكر، 42 عاماً، من سكان نابلس، وهما من أفراد المقاومة؛ جراء إصابتهما برصاص قوات الاحتلال خلال اشتباكات بعد اقتحام تلك القوات حي المخفية في نابلس، وحصارها أحد المنازل, خلال الاقتحام داهمت تلك القوات عدة شقق سكنية وحقّقت مع سكانها، وأطلقت كلباً بوليسياً تجاه طالب جامعي ونهش رجله اليسرى خلال استجواب زميله, وقبل انسحابها اعتقلت قوات الاحتلال مواطنين بدعوى أنهما مطلوبان لها.

ومساء الـ17 من رمضان، أعلنت مصادر طبية استشهاد الشاب عايد عزام سليم “17 عاماً” متأثرًا بإصابته برصاص الاحتلال في بلدة عزون شرقي قلقيلية.

ومنذ بداية العام، أسفرت اعتداءات قوات الاحتلال عن استشهاد 95 فلسطينياً، منهم 47 مدنياً، بينهم 15 طفلاً وامرأة، والبقية من أفراد المقاومة، منهم طفلان، و6 قتلهم مستوطنون, وتوفي مواطن في سجون الاحتلال، فيما أُصيب 414 مواطنًا، من بينهم 56 طفلا وامرأتان و10 صحفيين.

 

اقتحام المسجد الأقصى:

مساء الـ13 من رمضان، اقتحمت قوات الاحتلال المسجد الأقصى ومصلياته، واعتدت بعنف على المصلين داخل المسجد وساحاته، وأطلقت قنابل الصوت والأعيرة المطاطية تجاههم, وامتد الاقتحام حتى فجر اليوم التالي، وتكرّر صباحًا، واعتقلت تلك القوات 440 مواطناً، بينهم 65 طفلاً، عقب محاصرتها المصلى القبلي في المسجد الأقصى في البلدة القديمة من مدينة القدس الشرقية المحتلّة، واقتحامه، والاعتداء على المعتكفين داخله بالضرب المبرح بالأيدي والارجل والهراوات والخوذ العسكرية، وأصابت العشرات منهم برضوض وجروح مختلفة, ولاحقًا أفرجت تلك القوات عن 379 معتقلا، بشرط الإبعاد عن الأقصى والبلدة القديمة في القدس، بعد إجراء تحقيقات ميدانية، وأبقت البقية رهن الاعتقال.

وفي الـ14 من رمضان، اعتقلت قوات الاحتلال المصور الصحفي وهبي كامل مكية، 39 عاماً، أثناء تغطيته اقتحام قوات الاحتلال المسجد الأقصى، وتوثيق اعتداء تلك القوات على المصلين أثناء تأمينها اقتحامات المستوطنين في أول أَيَّـام عيد الفصح اليهودي.

ومساءً، جدّدت قواتُ الاحتلال اقتحامها للمسجد الأقصى، واعتدت على المصلين والمعتكفين فيه بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية. وحاصرت قوات الاحتلال المصلى القبلي، وعقب انتهاء صلاة التراويح بدأت تلك القوات بالاعتداء على المصلين وإبعادهم عن ساحة المصلى ولم تسمح لهم بأداء صلاة الوتر الذي اعتاد المصلون أداءها بعد التراويح، ثم شرعت بإخراج المتواجدين عند أبواب المصلى وضربهم بالعصي بعنف.

وخلال دقائق، اقتحمت القوات المدججة بالسلاح المصلى وسط إطلاق كثيف للأعيرة المطاطية، واعتدت على المصلين داخله أثناء تأديتهم صلاة الوتر، واعتدت على العشرات منهم بالضرب المبرح بواسطة العصي، ثم أطلقت الاعيرة المطاطية والقنابل الصوتية داخله لإجبار جميع المصلين على إخلائه على الفور, وفور خروج المصلين من المصلى القبلي شرعت فرق من القوات الإسرائيلية الخَاصَّة بملاحقتهم في ساحات المسجد؛ مِن أجل إخراجهم من أبواب الأقصى، وكذلك لاحقتهم خارج الأبواب واعتدت عليهم بالضرب بالعصي والدفع، خَاصَّة عند منطقة أبواب: الأسباط، وحطة، والسلسلة.

في الـ15 من رمضان, واصلت مجموعات كبيرة من المستوطنين الصهاينة اقتحام المسجد الأقصى المبارك منذ صباح يوم الخميس, من جهة باب المغاربة بحماية مشدّدة من قوات الاحتلال الصهيوني وشرطته.

وقد شوهدت مجموعاتٌ من المستوطنين يقتحمون المسجد المبارك بالزي الكهنوتي الأبيض، فيما بدأت عمليات الاقتحام عند الساعة السابعة صباحًا بتمهيد من قوات الاحتلال التي انتشرت بكثافة في باحات المسجد الأقصى، ومن ثم أقدمت على إخلاء المصلين وإبعاد المرابطين من محيط المصلى القبلي بالقوة، وأمنت حماية المتزمتين الصهاينة ودخولهم إلى المسجد، وسط إجراءات أمنية مكثّـفة.

وتولت قوات الاحتلال المنتشرة في ساحات الحرم القدسي الشريف، فتح باب المغاربة أمام المستوطنين الذين تدفقوا إلى باحات المسجد الأقصى، وبدأوا طقوسهم التلمودية التي تأتي لمناسبة ما يسمى بعيد “الفصح اليهودي”.

في الـ16 من رمضان, أغلقت قوات الاحتلال حاجز قلنديا العسكري، أمام مركبات المواطنين ومنعت من هم دون سن الـ55 عاماً من الدخول إلى القدس للوصول إلى المسجد الأقصى، كما نصبت متاريس حديدية عند بابي العمود، والزاهرة، وشارعي الأنبياء وصلاح الدين، وغيرها.

وكانت شرطة الاحتلال الصهيوني اعتدت فجر الجمعة، على عشرات المصلين، الذين حاولوا دخول المسجد الأقصى، لأداء صلاة الفجر.

ومنعت شرطة الاحتلال الشبان ممن هم دون سن الأربعين من الدخول إلى المسجد الأقصى، واعتدت عليهم بالضرب عند باب حطة أحد أبواب المسجد، كما اعتدت على أصحاب البسطات والباعة المتواجدين على أبواب المسجد الأقصى.

في الـ17 من رمضان, قام المعتكفون داخل المسجد الأقصى المبارك يغلقون أبواب المصلّى القبلي تحسباً لأي اقتحام وتفريغ محتمل.

علمًا أن قوات الاحتلال منذ بداية شهر رمضان تمنع المواطنين من الاعتكاف والبقاء في المسجد الأقصى بعد أداء صلاة التراويح وتجبرهم على الخروج، وتمنع دخول المسجد حتى قبيل اذان الفجر.

 

التوغل والاعتقالات:

نفّذت قواتُ الاحتلال الصهيوني (229) عملية توغل في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، داهمت خلالها منازل سكنية ومنشآت وفتشتها، وأقامت حواجز, أسفرت تلك الأعمال عن اعتقال (547) مواطناً، بينهم 69 طفلاً وامرأتان وصحفي, تركزت غالبية الاعتقالات في مدينة القدس، وكان أوسعها تنفيذ حملة اعتقال جماعي طالت المئات بعد الاعتداء عليهم فجر يوم 5/4/2023، من داخل المصلى القبلي في المسجد الأقصى.

ومنذ بداية العام، نفذت قوات الاحتلال 2806 عملية اقتحام، في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، اعتقلت خلالها 1790 مواطناً، بينهم 23 امرأة، و227 طفلاً. وفي قطاع غزة، اعتقلت 23 مواطنًا، منهم 6 صيادين، و14 خلال محاولة تسلل، و3 مسافرين عبر على الحاجز، ونفذت 9 عمليات توغل.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com