أهميّةُ التـقوى..بقلم/ خــديجة المرّي

 

يُقول الله سبحانهُ وتعالى في مُحكم كتابه مُبيّنًا أهميّة التقوى، والغاية من فريضة الصيام بأنهُا: تقوى الله عز وجل، حَيثُ يقول: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ».

ولذلك؛ لأَنَّ التقوى هي مُهمة وركيزة أَسَاسية جِـدًّا في حياة الإنسان؛ لأَنَّها وقاية وحماية للإنسان من سخط وعذاب الله، ومن حالة الغفلة والضياع والنسيان، وهي انضباط للمُؤمن التقي فلا يزيغ ولا يميل، ولا يتعامل مع هُدى الله كيف ما يشاء ويُريد، وهي تُعتبر من التسليم المُطلق لله سبحانهُ وتعالى، والالتزام بِطاعته وتُوجيهاته، والنهي عن ما ألزم وما نهى عنهُ.

حيث وقد أمرنا الله بالتقوى، فلا نموت ولا نُغادر هذه الحياة ونحن مُبتعدون عن تقواه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِـمُونَ»، وقد أكّـد الله على أنّ التقوى هي معيار لِقبول الأعمال الصالحة، فقال ومن أصدق من الله حديثاً: «إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْـمُتَّقِين»، وهي مُهمة لكل إنسان في دُنياه وآخرته، كما أنّها ضرورية للإنسان، وأهم من الطعام والشراب، وأنها هي خير الزاد: «وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ»، كما أنها تعتبر أهم من اللباس الحسي الذي لا يستغني الإنسان عنهُ في هذه الحياة،: «يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ».

وللتقُوى ثمار طيبة وعظيمة للُمؤمن التقي والصالح، فيجعلهُ الله في محط رعايته وحمايته، ويفرج عنهُ ضيقه ومحنته وكربته، ويُعجل لهُ بالفرج والمخرج كما أكّـد سبحانه وتعالى: «وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا»، كما هي أَيْـضاً من أسباب الرزق والخير للإنسان، ويأتيه الله بالرزق من حَيثُ لا يعلم ولا يحتسب: «وَيَرْزُقْهُ من حَيثُ لَا يَحْتَسِبُ»، وبالتقوى يُكفر الله السيئات والخطايا، ويُعظمُ الأجر، ويزيد من الفضل، ويغفر الذنوب، وهو من وعد عِباده المُؤمنين بذلك: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ».

وللتقوى فوائد ونتائج جلية في الدنيا والآخرة منها “الفوز برضوان الله عز وجل، والنجاة من عذابه”، ثم النعيم الدائم السرمدي الذي لا ينقطع في الجنة التي وعد الله بِها من كان تقياً.

وكم نحنُ بأمس الحاجة للتقُوى؛ لنكونَ ممّن يلتزمون بِأوامر الله على أرقى مستوى، ويُؤدون فرائض الله، ومنها فريضة الصيام، التي لا يقبلها الله إلاّ من المُتقين، وفريضة الجهاد في سبيل الله على أكمل وجه، التي لا يعليها إلَّا من آمن واتقى وصدق بِوعد الله ونصره لعباده المُتقين، لا سِـيَّـما من كانوا في واقع شعورهم للنهوض بالمسؤولية، عليهم أن يتقوا الله، فمن خِلال تقوى الله عز وجل، يسود العدل، وتُرفع عن الناس المظالم، وتحقّق لهم المطالب، فلا نجاة لنا ولا صلاح ولا فلاح إلَّا بتقوى الله عز وجل.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com