عامٌ تاسعٌ أكثر صموداً وقوةً..بقلم/ محمد أحمد البخيتي

 

من بين الجرم والآلام، وسنوات الطغيان والإجرام، وَركام المنازل ومشاهد الحطام، وأشلاء الأطفال وتضليل وسائل الإعلام، ثمانية أعوام انقضت وعام تاسع على الأبواب..

أعوامٌ تحالفت فيها أمم الشر على يمن الحكمة والإيمان، متكالبة عليه بكل ما تحمله من مشاعر الحقد والعداوة وعقد النقص ونزعات الإجرام.

استخدمت خلال عدوانها أفتك الأسلحة وكلّ أساليب الشر من قصف وتجويع وحصار ودمار، وطالت سطوتها كُـلّ جميل وعتيق وعريق، ولم تستثنِ أمم الشر لا بنية تحتية، ولا منشآت مدنية، ولا منازل ومزارع وممتلكات المواطنين، دمّـرت المنازل على رؤوس ساكنيها، واستهدفت المدارس والطرقات والمستشفيات، غير آبهة بأطفال أَو نساء أَو كهول، مستغلة التجمعات وحالات الأفراح والعزاء لحصاد أكبر ما يمكنها حصادُه من الأرواح.

بهدف ٳركاع الأحرار الذين آثروا العزةَ على الذل والكرامة على الخنوع والانبطاح؛ فصمدوا في وجه عتاولة الإجرام، وصبروا في أحلك ظروف المعاناة وانعدام أبسط مقومات الحياة، مسطّرين أروع ما يمكن أن تسطره الشعوب من ملاحم البطولة والإباء ومواقف التضحية والفداء، بعزيمةٍ كالفولاذ وصبرٍ أيوبي وبقلوبٍ لا تلين أَو تستكين، مواقف لو لم نعايشها لقلنا عنها محض أساطير.

أحداثٌ تعيد ذكريات التاريخ المجيد لشعب الأنصار العريق، أحداث قام الأحرارُ بنحتها على جدار مجد الحاضر العتيق لتضاف إلى أرصدة الإباء والشموخ التي سطرها الآباء والأجداد، والتي انطلق الأحرار لتجديدها وإعادتها إلى واجهة العصر، مترجمين الصفات التي وصف بها المؤرخون اليمن واليمنيين والتي أهمها (اليمن مقبرة الغزاة)، كدرسٍ أوصلوه للطارئين الذين تمادوا على يمن الأنصار، متجاهلين دروس تاريخها العريق ومن لم يعلمه الزمن تعلمه اليمن.

وها هما الغِرَّان ابن سلمان وابن زايد أخذَا من الثماني ما يكفيهما من الدروس التي كسرت كبرياءهما وغرورهما وعنجهيتهما، وأصبحَا عالقَينِ بين استجداء السلم والمراوغة للفرار من تبعات عدوانهم أَو إقرار الهزيمة والنجاة بجلودهم.

وكالعادة أثبت الأحرارُ أنه قد يكون بيد الغزاة والأعداء رسمُ بداية الحرب على اليمن وفق مخطّطاتهم، لكن اليمنيين فقط من يصيغون المحتوى التاريخي، وَيرسمون نهاية الحرب وفق إرادتهم؛ فانتصروا -بفضل الله ومنته- عليهم بقائد حكيم وصبر فولاذي وصمود أُسطوري سطره كافة الأحرار، وغيّروا مجريات الأحداث التي كانت بدايتها حرب من طرفٍ واحد، والتي تحولت على أيادي الأحرار في البداية لحربٍ متكافئة ومتوازنة القوى، وما أن أتت بدايةُ العام الثامن إلَّا وأثمر صمود اليمن واليمنيين بتفوقٍ عسكري أركع الكبرياء وأخضع العنجهية وحول حالة غرور واستعلاء الغرين لاستجدائهم الأحرار للقبول بالهدنة.

تحقّق خلال العام الثامن ما كان يستبعده المرتزِقة وَالمعتدون، إذ تم قطعُ الأيادي التي كانت تنهب الثروات بعمليات تحذير بحرية.

ها نحن في العام التاسع أكّـد السيد القائد في خطابه أنه عامٌ سيكونُ مختلفًا عن ما قبله من الأعوام، كعامٍ قادمون عليه بجيشٍ مؤمنٍ اكتسب خبراته الميدانية من ماضي السنوات، وقوة صاروخية بعيدة المدى دقيقة الإصابة أكثر تطوراً عن تقنيتها خلال الثماني الماضيات، وطائرات مسيَّرة لا يمكن اكتشافُها بأحدث المنظومات وقدرات وصواريخ وأسلحة بحرية تستطيعُ تغطية المياه اليمنية والإقليمية، ناهيك عن الإيمَـان بعدالة قضيتنا وحقنا في تقرير مصيرنا؛ لذلك على دول التحالف أن تأخذ كُـلّ كلمة من كلمات السيد بعين الاعتبار، وأن تحتفظَ بحقوق الجوار؛ ما لم فسيلحق بمنشآتها الحيوية والعسكرية الويلات والدمار؛ فلا تراجع عن الحق ولا هدوء حتى تحرير آخر شبر من أراضي وجزر وموانئ وطننا الحبيب والعاقبة للمتقين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com