مواطنون وخطباء وعلماء لصحيفة “المسيرة”: محاربةُ النظام السعوديّ لبيوت الله حرب على الدين والفضيلة

اهتمامٌ واسعٌ بالمساجد في صنعاء والمحافظات الحرة قبل الشهر الفضيل

 

المسيرة – منصور البكالي

يضيِّقُ النظامُ السعوديّ الخِناقَ على بيوت الله مع قدوم شهر رمضان الفضيل، حَيثُ أصدرَ قراراتٍ مجحفةً تتضمَّنَ منعَ بَثِّ الصلوات في الوسائل الإعلامية، ومنع مكبرات الصوت، ومنع جمع التبرعات لمشاريع إفطار الصائمين، وهي قرارات لاقت استياءً واسعًا في العالم الإسلامي، الذي بات يدرك جيِّدًا أن المملكة تتصدّر العداء ضد الإسلام والمسلمين.

في المقابل تبذُلُ السلطاتُ في صنعاء جهودًا كبيرةً لاستقبال الشهر الفضيل بالشكل الذي يليق به، حَيثُ يتم تنفيذُ حملة (وأن طهِّرا بيتي)؛ لتنظيف مساجد الله؛ استعداداً لقدوم الشهر الكريم، والعبادة والصيام.

ومن الرحاب الطاهرة للجامع الكبير بصنعاء، يحدثنا الأُستاذ محمد علي القرماني، أحد المعلمين لكتاب الله، وهو في حلقة من طلابه المجاهدين المتدبرين والمتفهمين لآيات الذكر الحكيم بكل لهفة وشوق وإقبال: “نحمد الله الذي مَنَّ على شعبنا اليمني بقيادة ربانية من عترة آل البيت المطهرين من لزموا القرآن؛ فكانوا قرناءه، وأوفوا مع الله بدمائهم في ميادين تعليمية وتقديمة للأُمَّـة، علم وجهاد”.

ويشير إلى أن دينَ الله يتعرض اليوم للاستهداف في الكثير من الشعوب العربية والإسلامية، ومن قبل الأنظمة السياسية الحاكمة، كما هو اليوم في المملكة السعوديّة، مملكة العدوان على شعبنا اليمني، التي فرضت مؤخّراً منعَ مكبرات الصوت، ومنع نقل شعائر الصلاة في وسائل الإعلام، ومنعَ مشاريع الإفطار والتبرع لها، كما منعت قبل ذلك الحج والعمرة؛ بذريعـة كورونا، في استهداف متدرج للدين الإسلامي وشعائره، وفي المقابل يروِّج ذاتُ النظام للمراقص والملاهي، ويسمح بمكبرات الصوت فيها، والكثير من القوانين والتشريعات التي تستهدف العفة وزكاء النفوس، حتى وصل خطرها إلى البيت الأسري وضرب القيم والعادات والتقاليد والمبادئ العربية والقبلية التي كان يحافظ عليها الشعب السعوديّ.

ويتابع القرماني في حديثه لصحيفة “المسيرة”: “لا غرابة في الأمر حين تظهر اليمن موطن الإيمان وهي تدشّـن حملات “وأن طهّرا بيتي” استقبالاً لشهر رمضان فيما النظام السعوديّ يضاعف من قيوده على بيوت الله، ويزيد من تشريعاته المشجّعة للضلال والإضلال، وهذه دروس وعبر يلمسها أبناء شعبنا اليمني المتمسكون بدينهم وهُــوِيَّتهم الإيمانية المجسِّدون للقرآن الكريم وتوجيهاته في وجدانهم وأعمالهم وأقوالهم وواقعهم، كما عُرفوا به بين مختلف الشعوب العربية الإسلامية، وهذا يزيدنا تمسكاً بديننا وقيادتنا وهُــوِيَّتنا الإيمَـانية”.

ويوضح القرماني أن منع المكبرات حرب على دين الله ومنع مشاريع إفطار الصائمين حرب على الفضيلة التي يحثنا الدين عليها، لافتاً إلى أن على الأُمَّــة الاستجابة للثقافة القرآنية والخطاب القرآني الواضح والبين بمعالمه وتجلياته في المشروع القرآني الذي يسير عليه اليوم أبناء الشعب اليمني، القرآنيين المحمديين المجاهدين الصامدين في وجه قوى الاستكبار العالمي منذ 8 أعوام.

 

المشروعُ القرآني نعمة أنقذت الأُمَّــة:

بدوره يقول الأُستاذ جبر علي صالح محمد، مدرس قرآن كريم في الجامع الكبير بصنعاء: “بداية نحمد الله على نعمة المشروع القرآني الذي قدمه لنا كأبناء الشعب اليمني وللأُمَّـة جمعاء قرين القرآن الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي، وعلى نعمة استمرار هذا المشروع تحت راية أخيه قائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، ونؤكّـد للجميع أن ما نراه اليوم من استهداف للدين وللقيم وللشعائر من قبل النظام السعوديّ المضل ليس إلا جزء من مخطّط كبير لاستهداف الأُمَّــة الإسلامية في دينها ومقدساتها وهُــوِيَّتها الإيمَـانية”.

ويضيف جبر في حديثه لصحيفة “المسيرة”: “كانت اليمن قبل بزوغ فجر المشروع القرآني حديقة خلفية للوهَّـابية السعوديّة ولولا المشروع القرآني وقيادته والتضحيات التي قدمت في هذا الطريق لكان شعبنا اليمني من أول الشعوب المستهدفة في دينه وشعائره، ولاستمرَّ الفكر الوهَّـابي المخترِق لبلادنا والذي يدفع بعض أبناء شعبنا ثمنه إلى اليوم من دمائهم ودماء إخوانهم ومواقفهم المخزية وخيانتهم الفاضحة للشعب المعتدى عليه والمحاصَر منذ 8 أعوام”.

ويعتبر جبر ما تقوم به السعوديّة من استهداف للدين شرعنة واضحة وعلنية للمخطّط الماسوني المسمى بالدين “الإبراهيمي” الذي يحاول القضاء على الدين الإسلامي والترويج لدياناتهم المحرفة؛ ولضرب الأُمَّــة في أقدس مقدساتها وما بقي من هُــوِيَّتها”، مُضيفاً: “هذه الخطوات تحرف الشعب السعوديّ عن دينه ليتقبل بالمنتجعات والمراقص وكلّ أنواع الشذوذ الديني والفكري والثقافي”.

من جانبه، يقول الطالب في العلوم الأكاديمية يونس عبدالملك أحمد المروني: “إن ما يحصل من قيود على بيوت الله وإقامة الشعائر الدينية، ومنع نقل الصلوات في الحرمين الشريفين عبر وسائل الإعلام؛ نتيجةً للتوجّـه الجديد للنظام السعوديّ المرتهن للإدارة الأمريكية ومخطّطات كيان العدوّ الصهيوني”.

ويتابع المروني في حديثه لصحيفة “المسيرة”: “كلما اقتربت الأنظمة السياسية في دولنا العربية والإسلامية من اليهود الأشد عداء للأُمَّـة الإسلامية تكون هذه من نتائج الولاء لهم ويكون دين الله وبيوته أول المستهدفين من قبل المخطّطات المعادية، ولهذا نقول إن النظام السياسي في السعوديّة يبتعد عن دين الله خطوة خطوة ويقترب من موجهات أعداء الأُمَّــة أميالاً، ونعتبر فتح المراقص والملاهي بالقرب من بيوت الله استبدالاً متعمداً لاستهداف الشعوب في دينها وفي هُــوِيَّتها وفي معتقداتها المقدسة، لتكون يوماً ما لقمة سائغة يسهل على العدوّ التهامها”.

بالمقابل يشيد المروني باهتمام القيادة السياسية في صنعاء بالجوامع وتنفيذها لحملة “وأن طهَّرا بيتي” التي دشّـنت في عموم المحافظات استقبالاً لشهر رمضان المبارك، لافتاً إلى أن ذلك يعكس قُربَ السلطة من دين الله ومن بيوت الله، وبعيدة كُـلّ البُعد من أعداء الله وأعداء دينه، وأن المسيرة القرآنية جاءت رحمة للأُمَّـة وإنقاذاً لها من المؤامرات التي تستهدفها في دينها ومعتقداتها ومقدساتها”.

من زاوية أُخرى، يقول خطيب جامع الحافة الدكتور العلامة خالد القروطي، مستهجناً على صفحته في التلجرام: “في فتوى حديثة، صار الأذان اليوم مزعِجاً بنظر عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء في السعوديّة الشيخ صالح بن فوزان وغيره، بينما أصوات الفنانين والمهرِّجين والهالوين، ومكبرات صوت حفلات الاختلاط والمجون والتعري، في شوارع ومدن المملكة لا تسبب إزعاجًا، حسبُنا الله ونعم الوكيل”.

 

توجّـه غربي يستهدف الأُمَّــة:

وعلى صعيد متصل، يقول إمام جامع سريع بحي الجولب بالحافة في أمانة العاصمة، الحاج محمد أحمد: “كان الكثير من أبناء شعوبنا قبل عقود مخدوعين بالنظام السعوديّ وتوجّـهه الوهَّـابي، وكانوا يتطلعون إليه على أنه قائد للأُمَّـة في الحفاظ على دينها وخدمة بيوت الله فيها وأولها الحرمين الشريفين، وكانت تبنى الكثير من الجوامع في عدد من البلدان على نفقات ودعم وتمويل سعوديّ، لكن ما نراه اليوم على النقيض تماماً، فقيادة المملكة توجّـهت من سنوات لفتح البارات وأحلت بعض المحرمات، وتحاول متعمدة وبشكل رسمي إبعاد الناس عن الخطاب الديني، وعن بيوت الله، وعن كُـلّ ما له صلة بالدين الإسلامي الحنيف، والقيم والمبادئ العربية والإسلامية الأصيلة، وهذا يخفي وراءه التوجيهات الغربية التي تستهدف الشعوب ومعتقداتها، عبر تنفيذ أجندة شيطانية يتبناها الخائن لله ولدينه ولشعبه محمد بن سلمان مقابل أن يصل إلى السلطة”. ويدعو الحاج محمد في حديثة لصحيفة “المسيرة” أبناء شعوب الأُمَّــة الإسلامية إلى أخذ الدروس والعبر ممن يتبع خطوات الشيطان، وإلى اليقظة العالية حماية لدينهم ومقدساتهم التي بدأت بعض الأنظمة بالمتاجرة بها والمقايضة بها مقابل مصالح سياسية تريد الحصول عليها من الأعداء”.

ويخاطب الحاج محمد مكتبَ الإرشاد والأوقاف بأمانة العاصمة بتنفيذ توجيهات القيادة وصرف منظفات للمساجد وفرش واستكمال ملحقاتها خُصُوصاً أن هناك جوامع صغيرة وعلى حساب ونفقات فاعلين خير كما هو جامع سريع، مُشيراً إلى أن الأوقاف والإرشاد غائبة عنهم ولا تقدم لهم أية معونات للاهتمام بالجوامع.

ونفذت صحيفة “المسيرة” جولة ميدانية لتفقد حملة “وأن طهِّرا بيتي” ووجدت أن جامعَ سريع وغيره الكثير من الجوامع تحتاج توسعةً واستكمالَ الملحقات؛ نظراً لزيادة السكان وغياب التخطيط العمراني في الأحياء الجديدة، والتوسع العمراني المطرد في ظل العدوان والحصار وضعف إمْكَانيات الدولة، والجهات المسؤولة عن ترك مساحات خدمية.

هذا وتشهد الجوامع والمساجد في المحافظات والمناطق اليمنية الحرة حملة “وأن طهِّرا بيتي” مُستمرّة منذ أَيَّـام استقبالاً لشهر رمضان المبارك، واستجابة لتوجيهات القيادة الثورة والسياسية، حَيثُ لاقت الحملةُ تفاعلاً رسمياً وشعبياً ممثلاً بجهود وزارة الأوقاف والإرشاد، وتفاعل الوسائل الإعلامية، وقيادات ووجهاء المجتمع وتفاعل المواطنين في حملات تنظيف الجوامع وتأثيثها بالفرش والمكبرات ووسائل الكهرباء والإضاءة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com