مسيرةُ الرحمة وهداية الله..بقلم/ شاهر أحمد عمير

 

المسيرةُ القرآنيةُ هي سفينةُ نوح؛ لأَنَّها مسيرةُ الأنبياء والرسل، مسيرةٌ قائدها عَلَمٌ رباني من سليل النبوة والرسالة، سفينة نوح في زماننا هذا!!

نعم إن نحن نعاني وتمتلئُ قلوبنا ألماً من كلام الناس وَأفعالهم، ولكن يُفترَضُ أن يكونَ الألمُ الأكبر والهَمُّ الأكبر هو على الناس الذين لم يصلْهم بعدُ هديُ الله وملازمُ الشهيد القائد السيد حسين -سلام الله عليه- ويكون همّنا هو أن نوصل إليهم هذا الحقُّ المغيَّب عنهم، وإزهاق الباطل عنهم، واستبداله بهدى الله وثقافة قرآنية.

ويجب أن نفهمَ أننا نعيشُ في زمن هيمنة أعداء الله، وبإمْكَانياتهم الهائلة وأقمارهم الصناعية وقنواتهم الفضائية، التي بها استطاعوا أن يسيطروا على عقولِ البشر؛ فلنحاول أن نكونَ كما كان أنبياءُ الله وآلُ بيت -عليهم السلام- في صبرِهم على الناس وأذاهم، وحرصهم على هدايتهم إلى هدى الله والاستقامة على دين الله.

لذلك تتوجَّبُ علينا معرفةُ الطرق والمراحل التي نمُرُّ من خلالها؛ حتى نصلَ إلى الاستقامة على دين الله والهداية إلى دين الله؛ فلن نكون أناساً مؤمنين مستقيمين إلّا إذَا أخلصنا أنفسنا لله، وتولينا أعلامَ الهدى وقائد المسيرة القرآنية سيدي عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -حفظه الله- وطلبنا الهدايةَ من الله -سبحانه وَتعالى-، واهتدينا وسعينا لها سعيَها.

والهدايةُ لا تأتي إلّا لمن اتقى اللهَ، وسار على نهجه، بتطبيق القوانين الإلهية وَالحاكمة، التي يبينها اللهُ في القرآن الكريم، والعمل بالقرآن، وتدبر آياته، يكونُ القرآنُ الكريمُ وعدلُ القرآن وَالنبي وأهل بيته أعلام هداية له؛ لأَنَّ القرآنَ بدوره هدى للمتقين المؤمنين، وخير الهدي هدي الرسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، وَإذَا كنا متقين لله نصبح طائعين له؛ لأَنَّ كُـلَّ تلك السنن الإلهية هي الهدايةُ إلى الله، ويكون التصميمُ على هداية الله بشكلٍ جادٍّ، وإذَا عرف الإنسانُ أن في الحياةِ طرقاً شتَّى لا تؤدي به إلى أهدافه المنشودة، وأن هناك طريقاً واحداً فقط هو الذي يوصله لما هدف إليه، هو الله الذي قال: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.

هنا لو نظرنا إلى كيف يمكن أن يصبحَ حالُ الواحد منا عندما يهجرُ هدى الله وكتابَه، وهو في بيئةٍ مليئةٍ بالمؤثِّرات السلبية على النفس من مغريات وغيرها.. فكيف سيكونُ عندما يحصلُ الهُجرانُ في بيئةٍ موبوءة؟!

نسألُ من الله الثباتَ على دين الله -سُبحانَه وتعالى- والرحمةَ والمغفرةَ من الله.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com