تحتَ الخبر..بقلم/ محمد منصور

 

الإعلانُ من بكين عن انفراجٍ كبيرٍ في مِلَفِّ العلاقات الإيرانية السعوديّة يمثل أكبر انتكاسة لكل أنواع المرتزِقة الذين لطالما انخرطوا في حروب ميدانية وسياسية وإعلامية.

ويتربَّعُ مرتزِقةُ وعملاءُ اليمن كأكبرِ خاسرٍ من هذا الانفراج؛ لرغبة سعوديّة جامحة عمرُها عقودٌ انخرطت قطعان من المرتزِقة اليمنيين والعراقيين واللبنانيين والسوريين وغيرهم في مارثون عدواني وتحريضي؛ لإرضاء الرياض في شيطنة طهران ومحور المقاومة؛ ولأجل ذلك تم إنفاق مئات المليارات السعوديّة، والنتيجة صمود محور المقاومة وانتصاره في كُـلّ الجبهات، وسقوط مريع لكل المرتزِقة الذين أثروا لسنوات من العبث السياسي السعوديّ.

لكن لماذا أدارت الرياض وجهَها لكل العملاء العرب الذي استَعْدَوا إيران ومحور المقاومة؟!

الإجَابَةُ الأقرب للدقة هي أن الرياض أنفقت على قطعان المرتزِقة مئات المليارات، وكانت النتيجة تحتَ الصفر؛ فمحور المقاومة بعد سنوات من المواجهة يملك أرضًا وشعبًا وقرارًا وانتصارًا، بينما عملاء السعوديّة مشردون بلا أرض وبلا شعب، وباستثناء عار التاريخ الذي يلاحقُهم، كسبوا بعض العُملات الصعبة سينفقونها في ما تبقى لهم من عمر في المسكرات التي قد تساعدُهم في نسيانِ أكبرِ نسبةٍ مما حدث.

السعوديّة خَلُصَت في نهاية المطاف -وهذا ما نأملُه- إلى نتيجة تربيتها وإنفاقها على قطعان من الخونة والجبناء، الذين هز أداؤهم المهين أركانَ المملكة، وحطّم الكثير من قدراتها السعوديّة؛ فجنحت بالنظرةِ المختلفةِ تجاه إيران للمصلحة والسياسة بدلاً عن التسييس الديني المقيت الذي لم يربح رغم وحشيته أيةَ معركة في أية جبهة.

هل تمثّل الخطوةُ السعوديّة تجاه إيران قرارًا نهائيًّا؟ أم ستستعين بصديقٍ مجدّدًا؟

هذا هو السؤال الكبير الذي يحتاجُ لكتابةٍ قادمة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com