غربلةٌ إلهية..بقلم/ يوسف المقدم

 

(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ).

وقال تعالى: (أحَسِبُ الناسُ أنْ يُتركوا أنْ يقولوا آمنا وهمْ لا يُفتَنون، ولقد فتنّا الذينَ مِن قَبْلهم فلَيَعْلمَنَّ اللهُ الذين صدقوا ولَيعلمنّ الكاذبين).

هذه المرحلة مرحلة التمحيص والتصحيح هذه المرحلة هي مرحلة تميز الخبيث من الطيب، إنها والله المرحلة الذي يعلم الله من الصادق ومن الكاذب، يعلم من الذين انطلق وتحَرّك لأجل إعلاء كلمة الله ومن تحَرّك؛ مِن أجل إعلاء صيته وسمعته.

هذه المرحلة العصيبة مرحلة كشف الحقائق، لن يصبر ويتحمل عبئها إلا من ربط الله على قلبة بالإيمان وملّ من خدعة الشيطان، وكان سلاحه القرآن ومعتمده الرحمان وغايته جنة الرضوان وهجرته للملك الديان، أما من كان المتاع القليل هدفه والمال غايته والدنيا الفانية هجرته والمنصب الميال بهجته والشيطان الرجيم قائده، فلا شك أنها هذه المرحلة هي الكافية لتطلع الناس على حقيقته وتكشف حيلته وخدعته.

ومع ذلك لقد تطورت أساليب النفاق الشيطاني في التسلط والتثبيط والتحديق لأهل الحق بحججهم الخادعة ومكرهم الزاهق وقد تأثر من تأثر بكلامهم المالق الحاقد، أما من ربط الله على قلبه وثبته الله بالقول الثابت لن يتزحزح أَو يتأثر أَو ينجر لهؤلاء، يخبرنا الله بقوله: (وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ، وَإِذًا لَّاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا، وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا).

هذا الخطاب يخاطب الله به رسوله، لقد حاول النفاق وأهله أن يفتنوا رسول الله بفتنة الدنيا، وهو رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- فما بالك بما دونه، لا تتأثر بما يقول به النفاق لا تنخدع لأراجيف النفاق وتنهزم لضلالهم، لا تتأثر نفسيتك وتتحطم بفساد وعنجهية بعض من المسؤولين الذي تعامل من المسؤولية من باب التشريف لا من باب التكليف.

لا تقلق؛ فهناك تمحيصٌ وتصحيحٌ من قبل الله، وهناك تزكية إلهية تميز الصادقَ من الكاذب، ولن يستمر في هذا المسيرة إلا ثلة من الصادقين المؤمنين هم من ستراهن عليهم الأُمَّــةُ الإسلامية وهم من سيكونون أملاً لكل المظلومين وعذاباً لكل الظالمين.

فالثباتَ الثباتَ، والبصيرةَ البصيرةَ، والجهادَ الجهادَ.

إنها واللهِ من أشد أنواع الظلم الذي عندما نحيد ونميل عن هذا المشروع القرآني والنهج الإلهي والقيادة الربانية.

(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ، إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com