المصالحةُ السعوديّة الإيرانية تنهي ذريعةَ النظام السعوديّ في العدوان على اليمن..بقلم/ محمود المغربي

 

على الرغم من أننا جميعاً نؤمنُ بأن العداءَ والعدوانَ السعوديّ على اليمن لا يتعلق بإيران وموجودٌ من قبل قيام الثورة الإسلامية في إيران ومرتبطٌ برغبة النظام السعوديّ في الهيمنة على اليمن، ومن الصعب أن يتخلَّى عن ذلك إلا أن اليمنَ بات يمتلِكُ من القوة ما يكفي لإجبار النظام السعوديّ على التخلي عن تلك الرغبة، وتجعلُ ابنَ سلمان يمتلكُ الجُرأةَ للخروج على الهيمنة والوصاية الأمريكية والرغبة السعوديّة والهرولة إلى العاصمة الصينية بكين ليعلن عن إنهاء أمر بدأ في واشنطن وربما ينتهي من بكين ووقف بلاده مسلسل قتل وتدمير اليمن وإنهاء ثماني سنوات وربما ثمانية عقود من العدوان والحصار السعوديّ على اليمن.

بعد أن شكل النجاح الصيني في إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين السعوديّ والإيراني فشلاً ذريعاً وخطيراً للدبلوماسية الأمريكية واختراقاً للأجهزة الاستخباراتية الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية وجعل الهيمنة والوصاية الأمريكية في المنطقة تترنح.

وَبلا شك أن أي تقارب عربي عربي أَو إسلامي إسلامي مهما كان صغيراً هو أمر جيد ومرحَّب به؛ كونه يُفشِلُ جهودَ وخططَ أعداء الأُمَّــة الرامية لضرب الأُمَّــة ببعضها عبر زراعة الأحقاد والخلافات المذهبية والطائفية المصطنعة وبأن الصين استطاعت بهذا الاتّفاق إحراق أهم ورقة لدى أمريكا والعدوّ الصهيوني لضرب أُمَّـة الإسلام بخلافات مذهبية وطائفية مع الحرص على عدم الإفراط في التفاؤل؛ كون الأمر مرهونًا بصدق النظام السعوديّ ورغبته ببدء صفحة جديدة ونواياه المبطنة خلف هذا الاتّفاق.

إلا أننا نستطيع القول بأن الصين بهذه الخطوة استطاعت الدخولَ إلى قلب وعمق المصالح الاستراتيجية الأمريكية، وبدأت في فرض هيمنة سياسة في المنطقة، بعد عقدَينِ من فرض هيمنتها الاقتصادية ودخول المنطقة العربية التي كانت مقفلة وخاضعة للهيمنة والوصاية الأمريكية.

والسؤال الأهم والذي قد يطيح بالهيمنة الأمريكية وبالضربة القاضية ويخمد النار التي تحرص أمريكا على بقائها مشتعلة وتوسيع الفجوة ودائرة الصراع والاختلاف بين الدول العربية والإسلامية:

هل هناك مساعٍ صينية لوقف العدوان والحصار على اليمن على غرار ما قامت به الصين من دور في المصالحة السعوديّة الإيرانية مع الأخذ في الاعتبار أن الجهود الصينية في تحقيق هذه المصالحة لم تكن جديدة ولم تثمر إلا بعد جهود سرية بدأت قبل عامين حتى لا تتدخل الأيادي الأمريكية لإفشال هذا الاتّفاق.

وهل نستطيع القول: إن هناك علاقة بين استمرار التهدئة في اليمن وعدم عودة المواجهات العسكرية ووجود جهود صينية من هذا النوع لتحقيق السلام في اليمن خُصُوصاً أن البعبع والذريعة السعوديّة في العدوان على اليمن قد انتهت بهذا الاتّفاق السعوديّ الإيراني وهل بكين قادرة على لعب هذا الدور لتكون بكين أول عاصمة في العالم قادرة على إخماد الحريق التي تشتعل من واشنطن؟!

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com