الجيشُ الأمريكيُّ يعاني من أزمة في إقبال المتطوعين المؤهلين

 

المسيرة | وكالات

كشفت وسائلُ إعلام أمريكية أنّ قوةَ المتطوعين في الجيش الأمريكي ربما قد تكون بلغت حَــدَّ الانهيار أَو الحد الأقصى.

وأشَارَ التقرير الذي نشره موقع “War on the rocks” إلى أنّ أزمةَ التجنيد المحفوفة بالمخاطر بدأت تتكشَّفُ بعد الانسحاب الأمريكي الكامل من أفغانستان، الصيف الماضي، إذ يتقلّصُ عديدُ الجيش؛ بسَببِ تراجع أعداد المتطوعين المؤهلين.

ووفق الموقع، قد تكون لذلك آثارٌ هائلة على الموقف الاستراتيجي للولايات المتحدة في عالم يتزايد فيه عدمُ اليقين والخطورة.

ولفت الموقعُ إلى تحذيرات العديد من الخبراء العسكريين الأمريكيين من أنّ الانتشار المُستمرّ للقوات الأمريكي خلال السنوات الأولى من الحروب الأخيرة في أفغانستان والعراق قد “يدمّـر” الجيش؛ لأَنَّهم توقّعوا أن يتطوَّعُ عددٌ أقلُّ من الشباب الأمريكيين للخدمة في زمن الحرب.

ما مدى سوء أزمة التجنيد؟.

استناداً إلى ما ورد في التقرير، خلال السنة المالية الماضية كانت نسبة تجنيد المتطوعين في الجيش أقل بنسبة 25 % مما كان مخطّطاً، الأمر الذي أجبر المسؤولين إلى خفض قوته النهائية للخدمة الفعلية من 476 ألفاً إلى 466 ألفاً.

ومن المرجَّح بحسب الموقع أن تكون السنة الحالية أسوأ، إذ تشير التوقعات إلى أنّ القوة النهائية النشطة يمكن أن تتراجع إلى حَــدِّ الـ20 ألف جندي بحلول أيلول/ سبتمبر المقبل، وهذا يعني أنّ القوة البرية الأَسَاسية في البلاد يمكن أن تنخفض بنسبة تصل إلى 7 % خلال عامين فقط.

وتابع الموقع: “بالكاد حقّقت الخدمات الأُخرى أهداف التجنيد في العام الماضي، لكن سيكون من الصعب إنجاز الأمر في 2023، وقد يكون سلاح مشاة البحرية قادراً على تعويض هذه المشكلة لكن القوات البحرية والجوية تواجهان رياح معاكسة أكبر”.

واعتبر الموقع أنّ أزمة التجنيد العسكري في الجيش الأمريكي يتعلق جزء منها بنهاية الحرب في أفغانستان التي جعلت الخدمة العسكرية تبدو أقلَّ إلحاحاً.

وأوضح الموقعُ أنّ الانسحابَ الأمريكي الفوضوي من أفغانستان هو أحدُ أسباب تراجُعِ انتساب المتطوعين في الجيش، فضلاً عن انخراط القادة العسكريين الأمريكيين في السياسة، وتزايد معدلات الاعتداء الجنسي في الجيش.

وتزامن هذا الانسحابُ مع تراجع معدلات البطالة الذي جعل التوظيفَ أكثرَ صعوبة؛ فضيق سوق العمل أجبر العديدَ من الشركات على زيادة الأجور وتقديم حوافزَ لجذب أفضل المواهب.

أما العواملُ الثانية فمرتبطةٌ بانخفاض أعداد الشباب المؤهلين للخدمة في الجيش بشكل حاد العام الماضي (من 29 % إلى 23 %) بعد تفشي فيروس كورونا، إضافةً إلى رغبة الشباب في الخدمة العسكرية (13 % قالوا إنّهم كان يفكرون بالالتحاق بالخدمة العسكرية قبل الوباء، قبل أن يتراجعَ إلى 9 % العام الماضي).

كذلك، انخفض عددُ الأمريكيين الذين أعربوا عن ثقتِهم في الجيش الأمريكي في السنوات القليلة الماضية، مثلما تراجعت الثقة الأمريكية في جميع المؤسّسات الأمريكية الكبرى تقريبًا، وفق الموقع.

وفي وقت سابق، ذكر موقعُ قناة “فوكس نيوز” الأمريكية أنّ “الجيشَ لم يتمكّنْ من تحقيقِ الأهدافِ المحدَّدة للتجنيد في عام 2022م”، موضحًا أنّه لم يتمكّن من تجنيد حوالى 25 % من العدد المقرّر من العسكريين.

وكانت بعضُ وسائل الإعلام الغربية كتبت عن مشكلةِ التجنيد الطوعي في جيش الولايات المتحدة؛ بسَببِ عدمِ رغبةِ الأمريكيين في الخدمة العسكرية.

وبدأ تجنيدُ الجيش الأمريكي على أَسَاس التطوُّع منذ عام 1973م، لكن وفقاً للخبراء أصبح عام 2022م، السنةَ الأكثرَ صعوبة منذ ذلك الحين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com