فلسطين: الاحتلالُ يهدِّدُ بهدم مدرسة جنوبي الضفة لأهداف استيطانية

 

المسيرة | متابعات

وسطَ مخاوفَ من هدمها على يد قوات الاحتلال، يصرُّ التلامذةُ على تلقِّي تعليمهم بمدرسة “جب الذيب” قرب بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، والتي تهاجَم من قبل مستوطنين يبثون الرعب في قلوب طلبتها.

وفي آب/ أغسطُس الماضي، أعلنت وزارةُ التربية والتعليم الفلسطينية أن أكثر من 36 مدرسةً مهدّدةً بالهدم في عدد من المناطق بالضفة الغربية والقدس الشرقية.

وعلى الرغم من تعرضها وزميلاتها لمضايقات من المستوطنين واقتحام جيش الاحتلال المتكرّر للمدرسة دون عذر، قالت لين (8 سنوات، تلميذة بالصف الثالث من التعليم الابتدائي) من داخل صفها: “من حقنا التعلّم، لن نسمح بهدم المدرسة”، مؤكّـدة تمسكها بحلمها بالبقاء في المدرسة نفسها، وتمنّت أن تُكمل دراستها وأن تعود للعمل كمعلّمة في المدرسة.

“ويتلقى نحو 40 طالبًا تعليمهم في مدرسة جب الذيب، التي شيدت في العام 2017م، بدعم قدمه الاتّحاد الأُورُوبي لخدمة المنطقة وتعليم الأطفال”، بحسب مديرة المدرسة شيرين أبو طه.

وقالت أبو طه: إن قوات الاحتلال “تسعى لهدم المدرسة بأي شكل كان، حَيثُ هُدمت في العام 2017م، بدعوى البناء دون ترخيص، واليوم بدعوى إنها غير آمنة للطلبة”، مضيفة أن العدوّ “يدّعي أن المدرسة غير آمنة، لهذا يمنع أي بناء، ولا يسمح لوزارة التربية والمجتمع المحلي بالبناء”، وأكّـدت أن “هذا ادِّعاء ليس أكثر، فالمدرسة آمنة بالرغم من بنائها من الطوب والصفيح”.

وشدّدت على أن “المستوطنين عادةً ما يُهاجِمون مدرسة جب الذيب؛ ما يتسبّب في أذى نفسي للتلاميذ وللهيئة التدريسية”.

من جهتها، طالبت وزارةُ التربية والتعليم الفلسطينية “المنظماتِ الدوليةَ والحقوقيةَ والإنسانيةَ والمدافِعةَ عن الحق في التعليم، بالتدخل العاجل؛ مِن أجل حماية مدرسة جب الذيب الأَسَاسية”.

وأشَارَت الوزارةُ في بيان لها إلى أنها “ستعملُ على الدفاع عن المدرسة، وتوظيف السبل القانونية والدبلوماسية والسياسية؛ مِن أجل فضح الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق المؤسّسات التعليمية”.

بدوره، أكّـد مديرُ مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في جنوبي الضفة الغربية، حسن بريجية، أن “سلطات العدوّ تهدف لهدم المدرسة؛ مِن أجل توسيع أنشطة استيطانية”، لافتاً إلى أن “المدرسة حصلت على قرار بعدم الهدم من المحكمة العليا الإسرائيلية، غير أن جمعية “رحبائيم” الاستيطانية التابعة لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش تبنّت الملف”.

وأوضح أن الجمعيةَ الاستيطانية “رفعت قضيةً على الإدارة المدنية الإسرائيلية، مدعية أن المدرسة غير آمنة على الطلبة، وقدمت ملفا للمحكمة المركزية الإسرائيلية التي اتخذت قرارا بهدمها”.

واستنكر بريجية القرار، وقال: “يدّعون أنها غيرُ آمنة، ولكن الحقيقةَ أنه عملٌ تراكمي استيطاني لإفراغ المنطقة من السكان، والسيطرة عليها لصالح مشاريعهم الاستيطانية”، مشدّدًا على أن “الأهالي يصرون على البقاء، وسيقاومون بالصمود وبكل السبل لمنع هدم المدرسة”.

المدرسةُ تقعُ في المنطقة الاستيطانية “ج” التي يُحظر على الفلسطينيين إجراء أي تغيير أَو بناء فيها دون تصريح إسرائيلي يُعدّ من المستحيل الحصول عليه من قبل سلطات الاحتلال.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com