المبادراتُ المجتمعية أثبتت نجاحَها..بقلم/ مرتضى الجرموزي

 

لو تأملنا الواقعَ اليمني الذي يعيشُه أبناءُ الشعب قاطبةً في ظل العدوان والحصار والتدمير الممنهج الذي تفرضه قوى العدوان وأدوات الخيانة والنفاق لوجدنا صموداً أُسطورياً ونجاحات منقطعة النضير في مُختلف المجالات ولوجدنا الحركة الدؤوبة والهمة العالية التي يتمتع بها أحرار وشرفاء الشعب لا الخونة والعملاء الذين أوقعوا أنفسهم في قوائم الارتزاق لتحالف العدوان.

في ما مضى كنا نعتمدُ على المرتبات نعتمدُ وننتظر الدولة لتمدُ يدها بمشاريع وهمية وصغيرة لا تفي بالغرض المأمول وبالصعب كان الحصول عليها لما يعيشه النظام من فساد وبغي ونظرة دونية بين منطقة وأُخرى، حَيثُ عانى الشعب الحرمانَ المتعمدَ من قبل السلطة حتى في أبسط مقومات الحياة وأهمل ثرواته وأراضيه الزراعية معتمداً على السوق الغربية والشرقية حتى في لقمة عيشه وغذائه.

لكننا اليوم بفضل الله ثم بفضل ثورة 21 سبتمبر وقيادتها القرآنية والتوجّـه القرآني الحق يعيش الشعب اليمني في المناطق الحرة والمجاهدة ثورة وعي ونهضة تنموية وزراعية ومبادرات مجتمعية صنعت المستحيل وبنت لواقعها وحاضرها أمجاد يمانية مجتمعية وشعبيّة ورسمية ولعل المبادرات المجتمعية هي الحاضرة بقوة على الأرض خَاصَّة والدولة تعيش الحصار ولم تستطع تلبية احتياجات قاطبة أبناء الشعب الذي التف ببعضه وبادر إلى الزراعة والإعمار والاهتمام بنفسه، مشاريع عملاقة وكبيرة نجحت في صناعتها المبادرات المجتمعية في مختلف المناطق والعزل والمحافظات التي تتمتع بالحرية والسيادة الحقيقية.

رأينا مشاريع شق وتعبيد وسفلتة كثير من الطرق والخطوط وبناء المدارس والوحدات الصحية وحفر الآبار على نفقة الأهالي كمبادرات مجتمعية نجحت بعون الله ثم بمساعدة وتكاتف أبناء القبيلة اليمنية، ومثال ذلك وليس للحصر؛ فقد كانت عزلة السنافي بمديرية جبل الشرق بمحافظة ذمار التي عانت الحرمان والإهمال المتعمد من قبل النظام العفاشي حاضرة وبقوة في هذا الشأن من خلال شق طريق تربط المنطقة بالخط الرئيسي بتمويل شعبي تجاوزت تكلفته الـ20 مليون ريال ومؤخّراً تم حفر بئر ماء ومنظومة شمسية بتكلفة 30 مليون ريال بتمويل شعبي ومجتمعي ومساهمة كريمة من رجال الخير والعطاء أصحاب الهمة العالية والأخلاق النبيلة والمسؤولية الناجحة والذي نكنُّ لهم كُـلّ الحب والاحترام والتقدير ولهم الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في انتعاش المنطقة وإحيائها بعد أن كانت تفتقرُ لكل شيء، وهناك رؤى وخطط مطروحة؛ لإنشاء وحدة صحية في المنطقة تلبي احتياجَات أبناء العزلة خَاصَّة النساء والأطفال.

وهكذا أثبتت المبادرات الشعبيّة والمجتمعية نجاحها المتميز والكبير على مستوى محافظات الجمهورية اليمنية التي أضحت تتنافس فيما بينها في الإنشاء والبناء والتعمير والزراعة ورفد السوق المحلية بمختلف أنواع الحبوب لنأكل مما نزرع وفي ذات الوقت يتسابق الشرفاء لرفد الجبهات العسكرية بالرجال وبالمواد الغذائية والمختلفة وقدموا الغالي والنفيس في سبيل الله، عزة وكرامة لهذه الأُمَّــة والشعوب المستضعفة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com