السيد نصرالله: لن نتخلى عن حبة تراب من أرضنا أو عن نقطة ماء من مياهنا

“الشعبُ والجيشُ والمقاومة.. المعادلةُ التي تحمي اليوم حدودَنا وأرضَنا وبحرَنا”

 

المسيرة | متابعات

أكّـد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله أنّ “جرحانا منذ البداية حملوا دمائهم على اكفهم وتحملوا أعباء القتال وواجهوا كُـلّ المخاطر وكانوا دائماً في مواقع القتال والجهاد ويتطلعون إلى إحدى الحسنيين النصر أَو الشهادة”.

كلام السيد نصرالله جاء في الاحتفال التكريمي الذي ينظمه حزب الله بمناسبة يوم الجريح وتكريماً للأسرى والمحرّرين، في مدرسة الإمام المهدي – ببيروت، بالتزامن مع مدن بعلبك – الهرمل – بنت جبيل – النبطية ودير قانون النهر.

وتوجّـه السيد نصرالله إلى الجرحى بالقول: “جرحانا منذ البداية حملوا دماءهم على أكفهم، وتحملوا أعباء القتال، وواجهوا كُـلّ المخاطر، وكانوا دائماً في مواقع القتال والجهاد، ويتطلعون إلى إحدى الحسنيين النصر أَو الشهادة، وشاء الله أن يروا النصر بأعينهم شهداء أحياء؛ ليواجهوا امتحانا من نوع آخر يتطلب صبرًا ويقينًا”، مُضيفاً “إخواني الجرحى والجريحات كُـلّ ما تعانونه من تبعات الجراح يكتب لكم جهادًا في سبيل الله تعالى”.

وأضاف: “أقول للشعب اللبناني: إن جراح هؤلاء الجرحى يجب أن يكون رسالة واضحة وحجّـة أن الإنجازات التي تحقّقت بفعل التضحيات لم تنتهِ تبعاتها وكذلك الأسرى الذين ترك فيهم الأسر أمراض وتبعات”، وخصّ السيد نصرالله بالذكر “زوجات الجرحى وهن مجاهدات وعزيزات، ولهن مقام عند الله تعالى”.

وتابع السيد نصرالله: “أسرانا الذين أسروا في ميادين القتال أَو اعتقلوا؛ بسَببِ علاقتهم مع المقاومة، يجب أن نتذكر عذاباتهم، حَيثُ تعرضوا لتعذيب وحشي على يد الصهاينة وعملائهم اللحديين، وعلينا أن نتذكر الشهداء الذين قضوا تحت التعذيب في المعتقلات”.

وتابع: “العديد من هؤلاء الأسرى عندما خرجوا من المعتقل عادوا على ساحات القتال ومنهم حصلوا على وسام الشهادة، ونذكر القائد الشهيد سمير القنطار والشهيد فوزي أيوب”.

وقال السيد نصرالله: “يجب أن نستحضر معاناة عائلات الأسرى الذين كانوا ينتظرون عودتهم وعانوا لسنوات طويلة دون أية معلومات أَو أخبار عنهم، وهذه من مظالم الأسرى في السجون، لا سِـيَّـما في معتقل الخيام”.

واستحضر السيد نصرالله كذلك في “يوم الأسرى” “صدقية المقاومة التي قالت “نحن قوم لا نترك أسرانا في السجون”، وَأَضَـافَ “هناك مفقودو الأسرى، وهؤلاء لم ولن نتخلى عنهم على الإطلاق”.

وأكّـد: أن “الشعب اللبناني أكثر من يدرك من بين شعوب العالم معاناة الشعب الفلسطيني”، موضحًا أنّ “كل ما يحصل في كيان العدوّ هي من مؤشرات النهاية لهذا الكيان”.

وقال السيد نصرالله: “العدوّ يعتقد أن التهديد للأسرى بإعدامهم سيخيفهم بعدم الإقدام على العمليات، ولكن قانون إعدام الأسرى سيزيد من إيمَـان وشجاعة وإقدام الشباب الفلسطيني على العمليات، وهذا الإجراء هو إجراء أحمق”؛ مؤكّـداً أننا “لا نحتاج إلى دليل وشاهد جديد على وحشية الصهاينة عندما نتحدث عما جرى في بلدة حوارة وما يعانيه الشعب الفلسطيني في الضفة ولكن للعالم نقول: هذه هي حقيقَة المستوطنين والصهاينة”.

وقال السيد نصرالله: “هناك محاولات للعدو للتمدد بأمتار خارج الخط الأزرق على حدودنا الجنوبية، ورأينا مشاهد الناس العُزَّل الذين يقفون بوجه جيش ودبابات الاحتلال دون أي خوف بجرأة وشجاعة”، وتساءل: “هل كان يمكن أن يحصل ذلك لولا وجود معادلة ردع حقيقية في لبنان؟”.

وَأَضَـافَ السيد نصرالله: “العدوّ الصهيوني عوّدنا أنه يقتل ويقصف ويجرح دون رادع، ولكنه اليوم على مسافة قصيرة يواجه مدنيين وجنود الجيش اللبناني، ويهدّدونه بالانسحاب ويشهرون السلاح بوجهه، ومع ذلك لا يجرؤ العدوّ على إطلاق النار؛ وكل ذلك بسَببِ المعادلة الرادعة: وهي “الشعب والجيش والمقاومة”، هذه المعادلة تحمي اليوم حدودنا وأرضنا وبحرنا وستحمي آبار النفط لاحقًا، وهذه المعادلة صنعها شعبنا وجراحنا وأسرانا وشهداؤنا، وهذه القوة الرادعة لم يقف معها أحد إلَّا إيران وسوريا”.

وذكّر السيد نصر الله أنَّ “معادلة الردع في لبنان لم يقف إلى جانبها إلا الجمهورية الإسلامية في إيران وسوريا ولذلك تحارَب هاتان الدولتان”.

وقال: “خلال حرب تموز لو كان هناك أفق لمعركة العدوّ ولو نجحت المعركة البرية لكان تدفق إلى لبنان ما بين 80 إلى 100 ألف جندي صهيوني إلى جنوب لبنان”.

وقال السيد نصر الله: “قلنا عقب توقيع الترسيم بأننا لن نسمح للعدو باستخراج النفط إذَا مَنع لبنان من ذلك”.

وتابع: “نحن في موضوع ترسيم الحدود البحرية والنفط والغاز، هناك ترسيم للحدود البحرية وحق للبنان لاستخراج النفط والغاز، وهذا حدود الموضوع بالنسبة لنا”، مضيفًا: “نحن لا نبحث عن شيء اسمه رضا أمريكي، وأقول إنه في أي موقف نتخذه أَو عمل نقدم عليه عندما نشعر فيه رضا أمريكيًّا نشكك في صحته”، وقال السيد نصرالله: “نحن لا نشعر بخيبة أمل أَو ندم، وما حصل في موضوع ترسيم الحدود هو إنجاز تاريخي ومهم”.

وفي ملف الحدود، قال السيد نصرالله: “لن نتخلى عن حبة تراب من أرضنا أَو عن نقطة ماء من مياهنا، وكل هذا سيكون؛ بسَببِ معادلة القوة التي نملكها”.

وتابع: “اليوم يريدون أن يسلبونا هذه القوة بالاغتيال وتشويه السُّمعة، وتأليب الرأي العام العالمي علينا، وبالتجويع والدفع نحو الفوضى، ونحن لم ولن نستسلم، ولدينا خياراتنا”. وتوجّـه السيد نصرالله إلى أعداء لبنان بالقول: “رهاناتُكم خاسرة، وخياراتكم فاشلة، والشعوب في المنطقة أصبح لديها من القوة والوعي لتعرف نقاط القوة لديها”.

وفي الملف الرئاسي، قال السيد نصرالله: “نحن نريدُ جديًّا انتخابَ رئيس للجمهورية، ولا نريد الفراغ، وبعد ذلك يُعاد تشكيل السلطة لاستقامة الأمور”، مضيفًا: “نحن ملتزمون بنصابِ الثلثين في انتخاب الرئيس في الدورتين الأولى والثانية”. وأكّـد قائلًا: “لا نقبل أن يفرض الخارج على لبنان رئيسًا، ولا نقبل فيتوات خارجية على أي مرشح أيًّا كان هذا المرشح سواء ندعمه أَو نرفضه، ونقبل المساعدة لتقريب وجهات النظر”.

ولفت السيد نصرالله إلى أنّه “بالنسبة لأصدقائنا؛ فإيران وسوريا لم ولن يتدخلا في الاستحقاق الرئاسي”، مؤكّـداً أنّ: “قرارنا بأيدينا، نختارُ من نريد ونرشح من نريد، ولا ننتظر الخارج، ولا نراهنُ على أوضاع إقليمية أَو تسويات في المنطقة، بل نعمل ليلًا نهارًا ليكون انتخاب الرئيس غدًا”.

وأشَارَ إلى أنّه: “لا علاقةَ للمِلف النووي الإيراني بأي شيء آخر في المنطقة، ومن ينتظر تسوية إيرانية أمريكية سينتظر 100 سنة، ومن ينتظر تسوية إيرانية سعوديّة سينتظر طويلًا، وحل موضوع اليمن هو في يدِ اليمنيين وقيادة أنصار الله”، قائلًا: “تعالوا لنعطي هذا الاستحقاق الرئاسي البُعدَ الداخلي كاملًا”.

وقال السيد نصرالله: “في نقطة تعطيل النصاب، نحن في السابق اتُّهمنا بتعطيل النصاب، واليوم نسمع من قادة كتل نيابية ونخب سياسية بأنه في حال كان المرشح الرئاسي من محور الممانعة سنعطل الجلسة”.

وَأَضَـافَ السيد نصر الله: “نقول لهم اليوم هذا حقكم الطبيعي والدستوري وقلنا ذلك سابقًا وبالتالي لا مشكلة لدينا بذلك، ولكن المفارقة أنَّ ما كان حرامًا في الماضي صار حلالًا الآن بل واجبًا”.

ولفت السيد نصرالله إلى أنّه: “بالنسبة لنا ليس لدينا شيءٌ اسمُه مرشحُ حزب الله، ما لدينا نحن هو مرشح يدعمُه حزبُ الله”، مُشيراً إلى أنّ: “الرئيسَ ميشال عون سابقًا لم يكن مرشَّحًا لحزب الله، بل نحن دعمنا مَن هو المرشح الطبيعي”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com