الحديدةُ بين الماضي والحاضر..بقلم/ مصطفى العنسي

 

محافظةُ الحديدة عاشت الحِرمانَ والتهميشَ المتعمَّدَ من قبل الأنظمة السابقة رغم ما يعانيه معظمُ أبناء هذه المحافظة، إنْ من الفقر وتدني المعيشة وإن من الأمراض وانتشار الأوبئة وإن من الحر الشديد الذي تصل درجة الحرارة فيها إلى 60 درجة مئوية في فصل الصيف، رغم هذا كله كانت الحديدة مُجَـرّد تركة إيرادية يتقاسمها أطراف النفوذ في الأنظمة السابقة ويقتطعون لهم مساحات واسعة من أراضيها دون إيلائها أيةَ اهتمامات أَو خدمات، ولم يلحظ أبناؤها أيةَ التفاتة جادة من تلك الأنظمة رغم موقعها المهم كمحافظة إيرادية، ولم تُعْطَ وإنْ نسبةً من إيراداتها كمحافظة معطاءة.

وهكذا استمر حالُ هذه المحافظة طيلةَ عقود من الزمن وهي في طيِّ النسيان..

إلى أن أتى الزمنُ الذي تنفَّست فيه الصعداءَ بعد أن مَنَّ اللهُ على شعبِنا اليمني بقيادةٍ قرآنية جسّدت كُـلَّ معاني الرحمة، وصبت جُلَّ اهتمامها على بناء اليمن وحمايته والحفاظ على استقلاله وسيادته رغم ما تواجهه قيادتنا الثورية والسياسية من شح الإمْكَانات وشح الإيرادات، وما تعانيه من حرب ظالمة أكلت الأخضر واليابس ودمّـرت كُـلّ شيء، إلا أن هذه القيادة بحكمتها استطاعت التغلب على كُـلّ التحديات والصعوبات واستطاعت أن تحمي بلدنا طيلة ثماني سنوات وعملت جاهدة في بناء وتطوير المشاريع الخدمية لكل المحافظات الحرة وكان لمحافظة الحديدة نصيبٌ وافرٌ من تلك الخدمات.

وعلى عهد الرئيس الشهيد الصماد في مشروعه الذي أطلقه (يد تحمي ويد تبني) مضت قيادتنا السياسية ممثلة بالرئيس المشاط -يحفظه الله- في نفس طريق الرئيس الصماد الذي ضحى بنفسه فداءً لأبناء الحديدة، وهذا أكبر شاهد على عظمة القيادة التي تضحي بنفسها ليحيى أبناء هذه المحافظة فقد ضحى الرئيس الشهيد بدمه ليثبت أن أبناء هذه المحافظة يستحقون هذا العطاء وهذه التضحية..

نحمد الله أن لدينا هذه القيادة السياسية التي تستلهم توجيهاتها من قيادتنا الثورية المباركة في دورها الريادي في بناء هذا البلد..

واهتمام قيادتنا بأبناء الحديدة اليوم أصبح شاهدًا على عظمتها.

هَـا هي محافظة الحديدة اليوم تتبوأ مكانتها بكل فخر واعتزاز كحارسة البحر الأحمر وبوابة اليمن البحرية وكأرض زراعية خصبة متنوعة المحاصيل.. وهَـا هي تنمو وتزدهر وتتعاظم وتبنى من قبل الرئيس المشاط.

هَـا هي اليوم تغطى بمشاريع عملاقة وبمتابعة من قبل رئيس الجمهورية مباشرة الذي أولى الحديدة جل اهتمامه وهو رجل المسؤولية الذي باشر افتتاح عدة مشاريع بنفسه والتي منها:

– مشروع حصر الفئة الأشد فقراً وإيصال الكهرباء لهم مجاناً وتم ربط الكهرباء لأكثر من 7325 أسرة منذ أكثر من عام.

– مشروع تزويد أكثر من 66 مدرسة بعموم الحديدة بالكهرباء يستفيد منها أكثر من 50 ألف طالب وطالبة بتكلفة إجمالية تتجاوز 420 مليون ريال بعد أن كان التعليم في الصيف شبه متوقف نتيجة الحر الذي يشوي الأجساد.

– مشروع مركز الشهيد الصماد للغسيل الكلوي والذي افتتحه فخامة الرئيس المشاط، في أغسطُس 2022 بكادر يمني متكامل ويعمل لثلاث فترات والبناء على تطويره مستقبلاً..

وأخيراً ما قامت به الهيئة العامة للزكاة بتوجيهات من القيادة بدعم وتمويل مشروع التمكين الاقتصادي في محافظـة الحديدة الذي يشـمل تأهيل 1000مستفيد في الجانب المهني بتكلفة تفوق المليار ريال.

فجهود الرئيس المشاط غير خافية ولنا أن نفخر بقيادتنا وحق لأبناء الحديدة أن يعتزوا بهذه القيادة التي تسعى بكل اهتمام وجد وتواضع ورحمة لأن تخفف من معاناة شعبنا بكل ما هو متاح ومستطاع..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com