معالجاتٌ طارئة لإنارة المدارس بالحديدة.. نورٌ للتعليم

توجيهاتُ القيادة الثورية والسياسية استقرت بإنجاز منظومة كهربائية بالطاقة الشمسية لكل مدرسة

في غضون أسابيع تم تزويدُ أكثرَ من ٥٥ مدرسةً بالكهرباء ويستفيدُ من المشروع ٥٠ ألفَ طالب وطالبة

المسيرة: خاص

ظلت مشكلةُ الكهرباء تؤرِّقُ كَثيراً المدارسَ في عمومِ مديرياتِ محافظةِ الحديدة، لكنَّ بوادرَ لحَلِّ هذه المعضلة بدأت بتوجيهاتٍ من القيادة الثورية والسياسية؛ لإصلاح هذا الوضع.

ومع مطلعِ صيف العام 2021، رفعت السلطةُ المحلية في محافظة الحديدة إلى الجهات المعنية الحكومية تقريرًا مفصَّلًا عن المشكلة، التي تسببت بمعاناة مزدوجة لـ (المعلّم وطالبه).

ويقول مكتبُ محافظ الحديدة: إن التقريرَ تضمَّنَ حلولاً مقترحةً، على سبيل معالجات طارئة لوضع الكهرباء في مدارس الحديدة، غير أن السلطاتِ قد وجّهت سابقًا بالبحث في مشكلة كهرباء الحديدة إجمالاً، وشرعت قبلَ فترة لجانٌ فنيةٌ بالنزول الميداني للمسح والتحري، لكن التوجيهات من قبل القيادة الثورية، ممثلةً بالسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، وفخامة رئيس الجمهورية المشير مهدي المشاط، قضت عاجلاً بسرعةِ تطبيقِ حلول طارئة لحل مشكلةِ المدارس وبشكل مستقل عن بقية المِلفات الخَاصَّة بالكهرباء، وما ترتب عليها مساراتٍ عملية لا تبدو قريبةَ الحل.

وبالفعل، استقرّت التوجيهاتُ على فكرةِ إنجازِ منظومةٍ كهربائية بالطاقة الشمسية خَاصَّةً بكل مدرسة، إذ شرع المختصُّون خلالَ فترة قصيرة في تنفيذ المشروع، مدرسةً تلو مدرسة، بدءاً من المدارس الكبيرة، وفق جدول أولويات جرى تحديدُه بالتنسيق مع المسؤولين في الحديدة (السلطة المحلية ومكتب التربية).

وفي غضون أسابيعَ، نجح القائمون على المشروع في بدايته في تزويدِ أكثرَ من خمسة وخمسين مدرسةً بعموم الحديدة التي يستفيد منها أكثرُ من خمسين ألفَ طالب وطالبة، بتكلفة إجمالية تتجاوز أربعمِئة وعشرين مليون ريال.

ويقول المسؤولون: إن العملَ جارٍ لتوسعةِ المشروع؛ ليشملَ بقيةَ المدارس في تهامة والمستشفيات والمرافق العامة، والأهمُّ -وفقاً لهم- العملُ على إنجاز حلول جذرية لمشكلة كهرباء الحديدة، عبر إنجاز مشروع وطني عملاق، من شأنه وضعُ حَــدٍّ لمعاناة المواطنين في تهامة الناجمة عن انقطاع الكهرباء.

 

معاناةٌ سابقة

وخلال سنوات كثيرة، كانت مدارسُ الحديدة من طلاب ومعلمين يعانون من انقطاع الكهرباء، وخَاصَّة في فصل الصيف، حَيثُ يفتك الحرُّ بأجساد الطلاب، وَلا يجد معلِّمٌ في إحدى مدارس الحديدة سبيلاً لإرغام طالبِه على التعليم في ظل درجة حرارة تشوي الأجسادَ والعقول، وفي ظل جوٍّ تعليمي يحرمُه العدوانُ السعوديّ الأمريكي من الرواتب، وسُبُلٍ مالية أُخرى توفر نسمة هواء باردة.

وتتسبب الحرارةُ المرتفعة في الحديدة بتداعيات خطيرةٍ -غير مُلتفَتٍ إليها-، في مقدمتها تهديدُها سيرَ العملية التعليمية في المدارس، حَيثُ تقول البيانات: إنَّ تسرُّبَ عدد كبير من الطلاب من مدارس تهامة يُعزَى لغياب وسائل التبريد والتكييف عن المدارس في ظل ارتفاع الحرارة الموسمي.

ويقول محمد، وهو مدرّسٌ في واحدة من كبار مدارس الحديدة: “إنَّ شدةَ الحرارة تجعلُ من مهمة المعلّم صعبةً للغاية؛ فالطالبُ في حالة غيرِ مستقرة، يُعاني من حالةٍ نفسية سيئة يصعُبُ معها استيعابُ الدروس وفهمها؛ بل حتى المدرس نفسه، في وضع لا يقل سوءًا عن الطالب، باختصار ممارسة العملية التعليمية تصبحُ معقَّدةً في ظل هذا الوضع؛ فالحرارة المرتفعة تسلبنا البيئةَ الملائمةَ للعمل”.

وفي زيارتنا لإحدى المدارس في ذروة فصل الصيف، تبدو المدرسةُ فارغةً من الطلاب تقريبًا، وكان واضحًا أن النتيجةَ التي يحدثها بقاءُ المدارس بلا تكييف -على الأقل مراوحُ تحريك الهواء- أخطرُ مما يتصوره الكثيرون، بعض الفصول فارغةٌ تماماً، بينما البعضُ لا يتواجد فيها سوى عددٍ قليلٍ من الطلاب (بين خمسة إلى عشرة طلاب).

ويقول مديرُ مدرسة: إنَّ أحدَ الحلول التي لجأوا إليها تحويلُ فترات التدريس إلى المساء بدلاً عن الصباح، وهو أمرٌ يحُدُّ من المشكلة، لكنه لا يحلها، لكن الدوام المسائي يتعارضُ غالبًا مع جداول أعمال الأسر التهامية، والمدرسون لديهم أعمال أُخرى.

الحالُ نفسُه كان يشملُ بقية مدارس المحافظة التهامية، وأمام هذه المعضلة المتفاقمة كان الأهالي يحاولون لفتَ انتباه الجِهاتِ المسؤولةِ، التي أغفلت أبوابَها أمامهم لعقود دونَ وضعِ حلولٍ جذرية لإنهاء المشكلة، وهي معضلةٌ تتعلَّقُ بخدمة الكهرباء التي تكادُ تكونُ غائبةً في المحافظة وتعاني في أحسن أحوالها من متراكمات خروجِها عن الخدمة، وهكذا كانت تظلُّ المشكلةُ تراوحُ مكانَها عاماً إثرَ آخرَ.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com