الأوقافُ تطلق حملة “وأن طَهِّرا بيتي” لتنظيف مساجد الله

الصوفي: المساجد لها دور كبير في الأمن الروحي والثقافي والمجتمعي ومحاربة الظواهر السلبية

العلامة الحوثي: خصصنا ٤ مليارات ريال لمساجد الله والمسؤولية كبيرة ولا نستطيع القيام بها لوحدنا

 

المسيرة- خاص

عقدت الهيئةُ العامة للأوقاف، أمس، بصنعاءَ، اللقاءَ الموسَّعَ للجهات الرسمية والشعبيّة؛ لإطلاق حملة “وأن طهرا بيتي” لتنظيف بيوت الله؛ استعداداً لاستقبال الشهر الكريم برعاية رئيس المجلس السياسي الأعلى بصنعاء المشير الركن مهدي المشاط.

وفي كلمة له أكّـد مدير مكتب قائد الثورة، سِفر الصوفي، أن هذه مسؤولية إيمانية قبل أي شيء آخر، مُشيراً إلى أن ما يتعلق بإخراج مال الأوقاف وما يتعلق بالمساجد هو مسؤولية عامة، وليس على الأوقاف فقط.

وشدّد على أهميّة أن تكون هذه المساجد منارات عالية في إقامتها والاهتمام بها، منوِّهًا إلى أننا بحاجة إلى جهود مجتمع كامل؛ ولذلك الدور المفروض على الإدارة المحلية؛ باعتبارها الركيزة الأَسَاسية في تحريك هذه الأعمال في المديريات ومنها قضية المساجد، والاهتمام بها وإحياء المساجد وترتيب مصاحفها وتنظيفها وصيانتها.

وأوضح أن المساجد لها دور كبير فيما يتعلق بالأمن المجتمعي، والروحي والثقافي وكذلك محاربة الظواهر السيئة في المجتمع، وأن التعاون مطلوب من الجميع.

 

مسؤولية الجميع

بدوره، رحَّبَ رئيس الهيئة العامة للأوقاف، العلامة عبدالمجيد الحوثي، بالحاضرين من علماء ومسؤولين وغيرهم.

وقال في كلمه له في الفعالية: “إننا في هذا اللقاء التشاوري الموسع في مهمة من أفضل الأعمال وكل الله به نبيين من أنبيائه هما إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام”.

وَأَضَـافَ أنه “مما لا شك فيه أن الجميع يحب أن يرى في وضعيه سليمة وجيدة وجميلة، خُصُوصاً أننا نلقى الله والوقوف بين يده في اليوم خمس مرات، لكن المأمول شيء والواقع والتحديات شيء آخر”، لافتاً إلى أننا في اليمن بلد الإيمَـان والحكمة، وَالناس لديهم الدافع الديني للقيام بأعمال الخير والاهتمام بالمساجد بشكل كبير؛ فالمساجد الموجودة تزيد عن 100 ألف مسجد، 20 % منها لديها أوقاف، و80 % منها ليس لديها أوقاف، وكذلك الـ 20 % التي لديها أوقاف ليست تحت تصرف الهيئة، وإنما هي تحت وطأة تصرف مسؤولين ووكلاء لا يعترفون بالهيئة، ونحن لدينا أوقاف محدّدة لمساجد محدودة وهذه مشكلة كبيرة.

وواصل: “لهذا دعوناكم آملين أن نتكاتف جميعاً من جهات رسمية وشعبيّة ونحن في المقدمة مخصصين أربعة مليارات ريال لمساجد الله، فالمسؤولية كبيرة ولا تستطيع الهيئة العامة للأوقاف القيام بها لوحدها”.

وقال: “من أراد أن يقوم بمشاريع من جهات رسمية وشعبيّة وغيرها نحن سنعطيهم الاحتياجات، ونريد أن ينفّذوا مشاريعَ على أرض الواقع، وكذلك المواطنون والجهات الرسمية يجب أن يكون للجميع دور، وأن هناك حملةً قبل رمضان بأسبوع ستعملُ على ترميم المساجد”.

وَأكّـد أن هناك مسؤولياتٍ على الجهات فيما يتعلقُ بهذا الموضوع، وهذا مطروح للمناقشة، وكذلك دعوة المجتمع للمشاركة، داعياً قطاع التعليم للمساهمة ووزارة الشباب والرياضة بتنظيف وترميم بيوت الله، والهيئة ستوفر الوسائل اللازمة للترميم، وزارة الإدارة المحلية ستعمل على تعميم ذلك.

وأضاف: “الكل مدعو للمساهمة بما يستطيع وكل الجهات بينها وبين الله، وزارة الإدارة المحلية ووزارة الإرشاد حتى التجار عليهم التعاون وكذلك وسائل الإعلام للترويج لهذه الحملة وحث المواطنين على المساهمة”.

وزاد بالقول: “مؤسّسة بنيان وكل الجمعيات الخيرية مدعوة للمشاركة في عمل الخير وإنجاح هذه الحملة، والهيئة العامة للأوقاف وفروعها ستوفر أدوات النظافة، آملين أن تكون المساجد أفضل من أية سنة مضت، وأن يكون اجتماع اليوم خطوة جديدة في هذا الحِمل الكبير على الهيئة، كما ناشد الجهات الرسمية في متابعة الإيرادات الرسمية، فلدينا موارد كبيرة ولكنها معطلة؛ بسَببِ نافذين ووكلاء متسلطين، وما نسعى إليه هو إنفاذُ الحق وتطبيقُ وصايا الواقفين”.

 

فريضة مهمة

من جانبه، قال مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين: مما لا شك فيه أن للمساجد مكانة عظيمة وتعظيماً كبيراً وتهيئتها للصلاة؛ لأَنَّها بيوت الله.

وأشَارَ خلال كلمة قالها في الفعالية إلى أن اهتمام ولاة الأمر ممثلة بالهيئة العامة للأوقاف ببيوت الله يأتي من واقع المسؤولية واهتمام هذه المسيرة وتعظيمها لبيوت الله وهي مسؤولية الأوقاف وجميع مكاتبها ومسؤولية الجميع.

وأضاف: “ما نجتمع اليوم؛ مِن أجلِه فريضة مهمة جِـدًّا (وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)، وَهذا قول الله تعالى؛ لذلك لا ينبغي أن نحضُرَ أعمالَنا من المكاتب، بل علينا أن نخرج ونتلمس حالَ المساجد ونظافتها، وهذه مسؤولية كبيرة أمام الله في أن نكون صادقين”.

وزاد بالقول: “ما أتحدث عنه ليس من باب الازدراء، حاشا لله، وإنما من باب النصح، نتمنى أن نقومَ بواجبنا أمامَ بيوت الله، يجب أن تكون مساجدنا في بلاد الإيمان والحكمة نظيفة ومعمّرة كما أمرنا الله سُبحانَه وتعالى”.

بدوره، شَكَرَ رئيسُ مؤسّسة تبيان، حسن الصعدي، الهيئةَ على هذه الدعوة وهذا التنظيم الرائع، موضحًا أن موضوع الأوقاف هو موضوعُ ثقافة ودين والتزام كبير.

وقال خلال كلمه ألقاها في الفعالية: إن الكثيرَ من الناس لديهم نظرةٌ قاصرة عن مال الوقف، وتجاوزوا الهيئة العامة للأوقاف.

وَأَضَـافَ: “ومن هنا نركّز على نقطتين هامتين: أولها أن نعيدَ للناس الثقةَ ونتابع موضوع الوقف، داعياً للوقوفِ إلى جانب الهيئة العامة للأوقاف، وَكذلك استشعار أهميّة المساجد والاهتمام بها؛ فهم لا يحتاجون إلى دولة، أَو شيءٍ آخر؛ فإخواننا في الأوقافِ والإرشادِ عليهم مسؤوليةٌ كبيرةٌ، وعلى الجميع التحَرُّكُ في التوعية في كُـلّ المجالات”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com