الرئيسُ الشهيد.. ذكرى لن ينساها اليمنيون..بقلم/ عدنان القحم*

 

تمر اليوم الذكرى الخامسة لرحيل الرئيس الشهيد صالح علي الصماد -سلام الله عليه- واليمنيون يعيشون مأساة الرحيل الموجع لرجل المسؤولية والدولة الحديثة الذي باستشهاده أراد العدوان قتل آمال اليمنيين ودفنها وخلخلة الجبهة الداخلية إلا أن رحيلَه مثّل مرحلةً فارقةً في حياة اليمنيين ونقلةً في مواجهة العدوان ودك مضاجعه في عقر داره.

لقد مثّلت مسيرة رجل حكم اليمن لعامين ونصف عام منهجًا أَسَاسيًّا لبناء دولة بأكملها؛ لما تمتعت شخصيته من دهاء وحنكة وبساطة استطاع سلبَ عقول أعدائه قبل محبيه، وأدار المرحلة بكل اقتدار ومسؤولية أرغمت الأعداء على الخضوع والخنوع أمام حُزمة من الإنجازات والقرارات التي حوّلت الحرب على اليمن من موقع الدفاع إلى الهجوم، ومن واقع الخنوع إلى ذروة العنفوان والصمود.

لقد افتدى الرئيسُ بنفسه؛ مِن أجل شعبه وضحى بحياته ليعيش أبناؤه البسطاء الذين ألفوا بساطته وتواضعه ولمسوها في كُـلّ واقعه وتحَرّكاته؛ فلم يكد يطل عليهم في خطاب أَو احتشاد أَو زيارة لجبهات الشرف والبطولة إلا وأراد أن يكون بينهم وفي أوساطهم؛ فأحبهم وأحبوه وصدق معهم، فكانت المسؤوليةُ سلاحَه والحكمةُ هي وسيلته والإيمان بالله منهجه؛ فنال منزلته المباركة ولقي ربه شهيداً.

إن الحديثَ عن المرحلة الزمنية التي تشرف بها الرئيس الشهيد في الدفاع هذا البلد من موقع المسؤولية التي كلف بها كانت خيرَ دليل على الزهد والورع الذي حملها الشهيدُ طيلة حياته، فقد كرّس مالَه ومنصبَه في سبيل الله وبذل كُـلّ ما يملك في سبيل عزة وكرامة هذا الشعب، فلم يلهث وراء المناصب ولم يتمتع في معيشته ويستغل أموال الشعب لأجل مصلحته بل سخّر الدولة وكل إمْكَانياتها لصالح الأُمَّــة والدفاع عن مقدرات الوطن، وخرج منها شريفًا عزيزًا فرسخ بذلك منهجًا محمديًّا تقيًّا يعكس الصورة المثالية لمدرسة آل بيت رسول الله في الزهد عن الدنيا ورجاء الآخرة.

لقد عرف اليمنيون اليومَ عظمةَ هذا القائد ومكانته الراسخة في وجدانهم، وعايشوا مسيرته الجهادية والإيمانية، وشهد له الجميع؛ بذلك ليدركوا الحقيقةَ المغيَّبةَ والصورةَ البشعة لأنظمة إجرامية عميلة تظاهرات بالوطنية المزيَّفة، وتلذذت بمعاناة الشعب طيلة عقود من الزمن، لم ير الشعبُ اليمني أَيَّ حضورٍ ملموسٍ في حياته ومعيشته سوى النهب لثرواته وتسخير إمْكَانيات الدولة؛ مِن أجلِ مصالحَ شخصيةٍ بحتة واستثمارات هائلة أسّسها المجرمون في مختلف دولة العالم، وهذا الفرق بين قادة المنهج القرآني والمسيرة المحمدية وبين خدام الريال وعبَدة الكهنة وطغاة العصر.

وأخيرًا وليس آخرًا:

لقد أنجبت هذه المسيرةُ رجالًا عُظماءَ وقادةً يعشقون الموتَ كما يحب أعداؤهم الحياة، وصمدوا في وجه أعتى عصبة وتحالف عالمي، لم يساوموا بمعاناة هذا الشعب ويتركوْه ليواجه مصيرَه أمام تلك الحرب الظالمة، بل بذلوا أرواحَهم رخيصةً في سبيل عزة وكرامة وتحرير هذا الوطن.. فسلامُ الله عليك أبا الفضل ورضوانُه، وعزاؤنا فيك (أبا الفضل) أنكَ قائدنا الملهم وَشُجاعُنا المقدام وقدوتنا الحسنة، ولا نامت أعينُ الطغاة والمجرمين.

* مدير مديرية خراب المراشي

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com