الروحُ الثورية تتجدَّدُ بدعوات قائد الثورة..بقلم/ أمة الملك الخاشب

 

مشاهدُ مسيرة الجمعة، الموافق 4 شعبان 1444هـ الموافق 24 فبراير 2023م التي عُنونت بـ “الوفاء للشهيد الصماد، والتضامن مع الشعب الفلسطيني، والتحذير للعدوان”، هي مشاهدُ تجعلُ المتابعَ لها لا يستطيع أن يصف مشاعرَه الممزوجة بالفخر والاعتزاز أنه ينتمي لهذا الشعب الحر الشعب الذي تتجدد عزيمته وإرادته كلمّا حاربوه وتتجدد الروح الثورية في شرايينه كلما سمع نداءَ قائد ثورة 21 سبتمبر التي رسمت لليمن عهداً جديداً من تاريخه، عهد كله حرية واستقلال ورفض الوصاية التي كانت مفروضة عليه منذ اغتيال الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي -رحمة الله تغشاه-.

خطابٌ ثوري تلقاه شعب الإيمان من قائد الثورة في ذكرى استشهاد رئيسه الشهيد الذي ترك رحيله جرحاً غائراً في كُـلّ نفس حرة أبيّة، يشرح فيه تفاصيل كثيرة ويكاشف الشعب فيه بأمور كانت لا تزال صورتها ضبابية، خطاب حذّر المحتلّ وقد يكون هذا تحذيرا أخيرا من عواقب المماطلة والإصرار على البقاء والاستمرار في احتلال أرضنا اليمنية ونهب ثرواتنا وطالبهم بالمفتوح بالرحيل وسرعة المغادرة من كُـلّ أرض يمنية، خطاب تضامني مع الشعب الفلسطيني المظلوم الذي يتعرض لمجازر وانتهاكات بحق الإنسانية أمام تأييد غربي وعربي من الدول المطبّعة التي كانت هي السبب الرئيسي الذي جعل هذا الكيان الغاصب يتمادى في غيّه وطغيانه، فجاء صوت قائد الثورة ليخرس كُـلّ تلك الألسن المطبّعة والمبرّرة للجرائم التي تُرتكب بحق هذا الشعب فوصلت الرسالة للفلسطينيين بأن همومَكم هي همومنا وآلامكم هي آلامنا، فكان هذا الشعب هو الشعب الذي خرج بهذه الحشود الغاضبة التي تعلن عن تضامنها الكامل مع الأشقاء في فلسطين في وقت نجد فيه الكثير من الشعوب العربية تائهة أَو خائفة أَو منغمسة في هموم أُخرى والسبب انعدام القيادة التي توجّـه وتنصح وترشد، كُـلّ يوم يثبت هذا الشعب المؤمن مدى ارتباطه بالقيادة التي تستحق هذا الولاء وهذا الارتباط فما عرفنا قائدنا إلا حكيماً مؤمناً يعلمنّا ويرشدنا ويحرص على تزكية أنفسنا حتى نستطيع النهوض والتصدي لكل مؤامرات العدوّ الخبيثة التي ترمي إلى أن تظل الشعوب ذليلة مرتهنة خاضعة لا تملك قرارها.

فكم يفخر كُـلّ يمني حر وهو يرى بلده اليمن تسجل مواقف حرة ترفع الرأس مهما كانت الظروف التي تمر بها؛ بسَببِ مواقفها الحرة التي هي من واجباتنا الدينية والأخلاقية والإنسانية.

عنفوان ثوري يتجدد بكل حماس خرج الشعب اليمني في 13 محافظة يمنية بحشود مهولة صدمت حتى اللجان المنظمة للمسيرات فتزاحمت الساحات خَاصَّة في صنعاء والحديدة وصعدة وذمار حتى تدفقت الحشود كالأمواج الثائرة والهادرة فدماء الرئيس الصماد لا تزال تحيي النفوس وهذه من كراماته على الله، فكل من تذّكره شعر وكأن في أعماقه بركاناً يريد أن ينفجر في وجه الأعداء الذين لا يريدون خيراً لهذا الشعب، فالعلاقة بين الشعب والقائد علاقة لا يفهمها سوى الراسخون في العلم، علاقة تجعل الملايين من هذا الشعب في وضع استعداد أن يبذلوا أموالهم وأنفسهم في سبيل الله ونصرة للقائد الذي استطاع أن يقود هذا الشعب لمواجهة أعتى عدوان يمكن أن يتعرض له شعب مستضعف بأحدث أنواع الأسلحة، علاقة تجعلهم يلبّون نداء القائد ودعواته ويقدمون حتى دماءهم دونه، الله ما أعظمها من نعمة من الله أن يهيئ القيادة المستمدة منهجها من القرآن الكريم الذي حدّد كيف يجب أن تكون صفات ولي الأمر وصفات الدولة الإسلامية القوية العزيزة التي تفرض هيبتها على أعداءها وتجعلهم هم من يدفعون الجزية عن يد وهم صاغرون، لا بد للعدو أن يغيّر سياسته مع هذا الشعب بعد أن أيقن أن كُـلَّ مخطّطاته في الحرب الإعلامية والشائعات والرهان على الجانب الاقتصادي، كُـلّ هذا يسقط تحت الوعي والبصيرة الذي يحرص السيد القائد في كُـلّ خطاب أن تصل لكل من يستمع له، فالمعركة الحقيقية معركة وعي وثقافة بين الثقافات المغلوطة التي تبنتها حركة النفاق في الأُمَّــة ونشرتها للتضليل وإبعاد الناس عن كتاب الله الذي فيه الهداية لكل شيء ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وبين اتباع الحق واتباع الهدى القرآني المأخوذ من أهل البيت -عليهم السلام- الذين هم سبل النجاة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com