معركة الوعي والبصيرة..بقلم/ محمد يحيى السياني

 

هي قطعاً من أهم وأخطر المعارك التي تتصدى لها وتخوضها أمتنا مع أعدائها، بل إن البعض يعدها بأنها أم معارك الشعوب ورأس حربتها.

ولقد ضرب لنا التاريخ أمثلة وعبراً عن شعوب وأمم كانت بالقدر الملفت في وعيها وبصيرتها في مواجهة أعدائها وحقّقت النصر عليه ومضت مع الوعي والبصيرة في صنع المنجزات والتغلب على العثرات.

وشعبنا اليوم يخوض أقدس معاركه وأعظم ملاحمه في التصدي للمعتدين عليه والمتحالفين ضده في معركة هي الأشمل والأخطر عبر تاريخه الطويل وهي الأقدس في محراب حريته واستقلاله ومستقبله برمته، ولقد كان وما زال جانب استهداف وعيه وبصيرته جبهة خطيرة شنها العدوّ عليه بعد أن أعد لها عدتها الهائلة وإمْكَانياتها المهولة ضخ من خلال ماكينته الإعلامية الواسعة والكبيرة جِـدًّا كُـلّ سمومه وأسلحته الفتاكة التي حملت عبوات ناسفة من التضليل والكذب والافتراء، إضافة إلى أن العدوّ جيّش طابوراً طويلاً من المختصين والخبراء في هذا المجال وهذا المطبخ القذر؛ مِن أجل الوصول إلى غايته وهدفه الخبيث في استهداف شعبنا ليظل تحت تأثير تضليله وينحرف به ثقافيًّا وفكرياً وحتى دينياً لتجريد هُــوِيَّته وقضيته ومظلوميته من خلال كي وعيه وفق عينَي بصيرته ويرمي العدوّ من خلال ذلك إلى تطويع شعبنا وسهولة هزيمته واحتلاله.

ولقد واجه الشعب اليمني عدوه في معركة الوعي والبصيرة بسلاح الثقافة القرآنية والمشروع القرآني الذي قدمه الشهيد القائد -سلام الله عليه- إلى شعبنا وأمتنا فكان به ومن خلاله الزاد والسلاح والحصن المنيع الذي أفشل خطط العدوّ وأهدافه وانكسرت زحوفاته وخابت وتبعثرت آماله أن يصل إلى مبتغاه ولقد كانت وما زالت معارك العدوّ الصهيوأمريكي وحلفائه المطبعين الرخاص على شعبنا معارك مهولة ومعركة استهداف الوعي والبصيرة على رأسها ومن أولويات غرف عملياتها لما تشكل لديه من أهميّة في كسر إرادَة شعبنا وتقهقره وإعلان استسلامه وخضوعه ليسهل معه تقدمه في الميادين العسكرية واحتلال البلد بأكمله وإخضاعه.

إن هذه المعركة التي تصدى لها شعبنا بالوعي الصحيح والبصيرة الثاقبة كانت محط إعجاب العالم وإكبارهم وإجلالهم ولا يمكن تجاهل ما وصل إليه شعبنا في وعيه العالي تجاه كُـلّ ما يحيكه العدوّ ضده ويستهدفه وعبر كُـلّ محطات وجولات ومراحل العدوان عليه، وشعبنا اليوم معني في أن يجعل من معركة الوعي والبصيرة ثقافة تتجذر مع كُـلّ مؤامرة واستهداف تهدّد كيان هُــوِيَّته الإيمَـانية والوطنية والسعي إلى ترسيخها وتنميتها من خلال القرآن الكريم ومشروعه العظيم والتحَرّك الجاد للنخب الثقافية والفكرية والاجتماعية وكلّ وسائل الإعلام المختلفة والتي يقع على عاتقها المسؤولية الكبيرة في ضخ وبلورة مفاهيم وقيم الوعي والبصيرة التي يتضمنها ويحتويها المشروع القرآني وخطابات ومحاضرات وتوجيهات السيد القائد إلى شعبنا وأمتنا في كُـلّ مناسبة ومع كُـلّ حدث ومستجد.

ومن أجل تقوية السياج وسد الثغرات وتعزيز كُـلّ وسائل أسباب الصمود والثبات حتى نمضي بقوة متسلحة بالوعي والبصيرة في كُـلّ الميادين الجهادية وكافه نواحي الحياة التي تدفع بشعبنا وبلدنا في اتّجاه الغد المشرق والمستقبل الزاهر بإذن الله.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com