مولدُ الإمام علي نورٌ نستضيء به..بقلم/ رويدا البعداني

 

على جُنح رجبِ الأغر تجلى فجرُ مولد النّور على أرض مكة، وتضوع جوف الكعبة بمسكِ قدومه الشريف -عليه السلام-، فما بين صفحات التاريخ خلدت شخصية خالدة في سطور الزمان، وعلى جبين المجد كتبه الإسلام صحابياً جليلاً، تحلى بالشجاعة والكرم، وهو خير من رسم ملامح الدين الإسلامي بأبهى صورة، وسعى في نشره ما استطاع، إنهُ أسد الله الحيدري الإمام علي عليه السلام.

لم يتوانَ الإمامُ عليٌّ -عليهِ الإسلام- عن نُصرةِ الإسلام وإعلاء راية الحق في وجهِ عتاولة المشركين، قاتل ببسالة وخاض الكثير من المعارك التي سجلها التّاريخ في أنصع صفحاته، شحذ سيفه البتار وامتطى صهوات الجهاد المقدس لينال ما ناله من وسام شرف ومآثر جمة لم تقتصر على دورهِ في القتال بل تُوجت مناقبهِ بالعلم والزهد حتّى وصفه الرسول بأنه باب مدينة العلم ووعاء علمه، بطولاته لن يمحوها غبار النسيان أَو تنطوي إلى الأبد، بل إنه كان الرجل الذي، لا يخاف في الله لومة لائم.

لقد كان الإمام علي أنموذجًا ساميًا يُحتذى بهِ، وأسوة حسنة للحاكم العادل الذي لا يظلم أحدًا، كان زاهداً لا يأبه للحياة بشيء، همه الآخرة، يملك من التضحية ما يعادل تضحية ألف رجل، وهو الذي نام على فراش رسول الله حينما هاجر من مكة إلى المدينة خلسة، وكان سيفه ذو الفقار هو سيف الإسلام الأول يذود به عن الرسول وعن الإسلام وعن المسلمين، وقول رسول الله: “لا فتى إلا علي ولا سيفَ إلا ذو الفقار” عبارة تختزل معاني الشجاعة والإقدام في شخصه الشريف وَإلى جانب شجاعته نجده ممن عرف بأمانته وهَـا هو رسول الله قد استأمنه على ودائع الناس التي تركها بعض رجال قريش عند النبي، ولفرط ثقة رسول الله به فهو محط ثقته زوّجه بنتَه الأحبَّ إلى قلبه، فكان نعمَ الزوجُ ونعم الرجل، واليوم ونحن في رحاب مولده المبارك وجب علينا أن نظهر شكرنا لله على أن من علينا بالأمام علي -عليه السلام – من نتولاه ونسير على دربه بعد رسول الله.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com